الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: ((واجعلني هادياً مهدياً)): وهذه أكمل الحالات، وأفضل الدرجات أن يجتمع في العبد الهداية القاصرة والمتعدية، أي أن يكون مهدياً بنفسه، هادياً لغيره، وهذا من أجل النعم من الرب عز وجل أن يثبت العبد، ويهديه على الهدى، ثم يرزقه التوفيق إلى دعوة الناس من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وما يترتب على ذلك من الأجر العظيم له، وهذا يدل على أهمّية الأدعية النبوية،
التي فيها أجلّ المقاصد، والمطالب الدنيوية والأخروية بأوجز الألفاظ.
132 - ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ
، وَأَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبَاً سَلِيمَاً، وَلِسَانَاً صَادِقَاً، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أنْتَ عَلَاّمُ الْغُيُوبِ)) (1).
(1) أحمد، 28/ 338، برقم 17114، و28/ 356، برقم 17133، والترمذي، كتاب الدعوات، باب منه، برقم 3407، والنسائي، كتاب السهو، نوع آخر من الدعاء، برقم 1304، ومصنف ابن أبي شيبة، 10/ 271، برقم 29971، والطبراني في المعجم الكبير بلفظه، برقم 7135، وبرقم 7157، و7175، ورقم 7176، و7177، و7178، و7179، و7180، وأخرجه ابن حبان في صحيحه، 3/ 215، برقم 935، و5/ 310، برقم 1974، وحسنه شعيب الأرنؤوط في صحيح ابن حبان، 5/ 312، وحسنه بطرقه محققو المسند، 28/ 338، وذكره الألباني سلسلة الأحاديث الصحيحة في المجلد السابع، برقم 3228، وفي صحيح موارد الظمآن، برقم 2416، 2418، وقال:((صحيح لغيره)).
هذا الدعاء العظيم المبارك، في غاية الأهمية، فقد اشتمل على أعظم مطالب الدين، والدنيا، والآخرة، [و] فيه من جوامع الكلم التي لا تستقصيها هذه الوريقات لجلالة قدرها (1).
ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم شداد بن أوس، والصحابة رضي الله عنهم بالإكثار من هذا
الدعاء بأجمل الألفاظ، وأجلّ المعاني فقال:((يا شداد بن أوس، إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة، فاكنز هؤلاء الكلمات)) (2).
وفي لفظ ((إذا اكتنز الناس الدنانير والدراهم، فاكتنزوا الكلمات
…
)) (3).
ومما يدل على أهمية هذه الدعوات الطيبات أن النبي صلى الله عليه وسلم[كان يقولها في صلاته، ففي رواية عند ابن حبان، والطبراني، ولفظ الحديث عند النسائي عن شداد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم][كان يقول في صلاته]: اللهم إني أسألك الثبات
…
)) الحديث (4).
أي أنه كان يكثر من هذه الدعوات (5) في أعظم الأعمال، وهي الصلاة، فقوله صلى الله عليه وسلم:((فأكثروا))، وأمر صلى الله عليه وسلم (باكتنازها)؛ لأن نفعها دائم لا
(1) قد شرح هذا الدعاء العلامة الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في مؤلف خاص له. انظر مجموع الرسائل له، 1/ 362 - 396.
(2)
أحمد، 4/ 123، رقم 17155، أخرجه ابن أبي شيبة، 6/ 46، رقم 29358، والطبراني في الكبير، 7/ 279، برقم 7135، وأبو نعيم في الحلية، 6/ 77، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 3228.
(3)
ابن حبان، 3/ 215، والمعجم الكبير للطبراني، 7/ 287، برقم 7175، وصححه الألباني لغيره في التعليقات الحسان، برقم 971.
(4)
النسائي، برقم 1304، والطبراني في المعجم الكبير، 7/ 294، برقم 7178، ورقم 7179، ورقم 7180، وابن حبان في صحيحه، 5/ 310، برقم 1974، وقال الألباني في صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان، 2/ 446، برقم 2047 - 2416:((صحيح لغيره)).
(5)
[تقدم] مراراً أن فعل المضارع بعد كان يفيد الدوام على الفعل، والاستمرار عليه.