الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- صلى الله عليه وسلم: ((لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا)) (1)، وأعظم وأجلُّ ما يدخل في الحكمة تعلُّم القرآن، فقد صحَّ عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الحكمة أنه قال:((يعني المعرفة بالقرآن: ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله)) (2).
51 - ((اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ))
(3).
هذه الدعوة المباركة الجليلة اقتبسها المؤلف حفظه اللَّه تعالى وسدَّده من قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (4).
وهذه الآية الكريمة نزلت في سؤال المسلم في القبر، فعن البراء بن عازب رضي الله عنهما، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم إذا سئل في القبر شهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رسول اللَّه، فذلك قوله: {يُثَبِّتُ
(1) البخاري، كتاب الزكاة، باب إنفاق المال في حقه، برقم 1409، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه، وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها وعلمها، برقم 816.
(2)
تفسير الطبري، 5/ 576، وابن أبي حاتم في التفسير، 2/ 531، وحسّن إسناده في التفسير الصحيح، 1/ 378.
(3)
مقتبس من سورة إبراهيم، الآية:27.
(4)
سورة إبراهيم، الآية:27.
اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (1)؛ ولهذا كان صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ، فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ)) (2).
وتضمن هذا الدعاء المبارك، سؤال اللَّه تعالى الثبات في الحياة الدنيا ((عند ورود الشبهات بالهداية إلى اليقين، وعند عروض الشهوات بالإرادة الجازمة على تقديم ما يحبه اللَّه تعالى على هوى النفس ومراداتها، وفي الآخرة عند الموت بالثبات على الدين الإسلامي، والخاتمة الحسنة، وفي القبر عند سؤال الملكين للجواب
الصحيح إذا قيل للميت: ((من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟)) (3).
وهذا الدعاء الطيب له نظائر في أدعية المصطفى صلى الله عليه وسلم، من جوامع الكلم التي أوتيها، فمنها: ((
…
إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَسْأَلَةِ وَخَيْرَ الدُّعَاءِ وَخَيْرَ النَّجَاحِ وَخَيْرَ الْعَمَلِ وَخَيْرَ الثَّوَابِ وَخَيْرَ الْحَيَاةِ وَخَيْرَ الْمَمَاتِ وَثَبِّتْنِي
…
)) (4)، وكذلك في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لجرير بن عبد اللَّه رضي الله عنه:
(1) البخاري، كتاب التفسير، سورة إبراهيم، باب يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، برقم 4699، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه، برقم 2871.
(2)
أبو داود، كتاب الجنائز، باب الاستغفار عند القبر للميت في وقت الانصراف، برقم 3223، والزهد للإمام أحمد بن حنبل، ص 129، والسنن الكبرى للبيهقي، 4/ 56، والدعوات الكبير له، 2/ 294، والسنن الصغير له، 2/ 29، وإثبات عذاب القبر له أيضاً، 124، وعمل اليوم والليلة لابن السني، ص 124، وفضائل الصحابة لعبد الله بن أحمد بن حنبل، ص 475، برقم 773، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 3/ 207.
(3)
تفسير السعدي، ص 484.
(4)
الحاكم، 1/ 25، وصححه ووافقه الذهبي، والدعوات الكبير للبيهقي، 1/ 348، المعجم الكبير للطبراني، 23/ 316، والأوسط، 6/ 213، قال الهيثمي في مجمع الزوائد،
10/ 280: ((رواه الطبراني في الكبير، وراوه في الأوسط باختصار بأسانيد، وأحد إسنادي الكبير، والسياق له، ورجال الأوسط ثقات)).