الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خاصة، ومن ذلك تعليم الوالدين لأبنائهم عظم هذه الأمور.
الفوائد:
1 - ينبغي لكل مسلم الإكثار من هذه الدعوة العظيمة
؛ لاشتمالها في الاستعاذة من أعظم الذنوب، وأخطر الشرور وهو (الشرك).
2 - ينبغي للداعي أن يبثّ إلى ربه تعالى الشكوى
مما يخافه ويخشاه، وأن هذه سنة الأنبياء في الدعاء، كما في قول يعقوب عليه السلام:{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّه} (1).
3 - ينبغي مجانبة كل الأسباب والأحوال التي تُضلّ العباد
عن دينهم {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} .
4 - ينبغي لكل أحد أن لا يأمن على نفسه وذريته من عظام الذنوب
، مهما كان في عبادة وطاعة.
5 - أهمية مسائل التوحيد والعقيدة، وأنه ينبغي للمؤمن الاعتناء بها
، ومن جملة ذلك الدعاء.
22 - {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}
(2).
لا يزال ذكر الحديث عن أدعية خليل الرحمن في كتاب ربنا الجامع للخيرات الدنيوية والأخروية التي ينبغي للعبد العناية بها
(1) سورة يوسف، الآية:86.
(2)
سورة إبراهيم، الآية:40.
وملازمتها، حيث ذكرها ربنا تبارك وتعالى لملازمة الدعاء بها، والعمل بمقاصدها ومضامينها.
قوله: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاة} أي: يا ربّ اجعلني ممن يحافظ على الصلاة في أوقاتها وأركانها وشروطها، وكل ما يؤدي إلى القيام بكمالها، وخصّ إقامة الصلاة بالدعاء لأهميتها؛ ولكونها شعار الإيمان ورأس الإسلام.
وقوله: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} أي: واجعل كذلك بعض ذريتي من يقيمها على الوجه الأتمّ والأكمل، وقوله:{وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} فمن للتبعيض، وإنما خص بعض ذريته بهذا الدعاء لعلمه بإعلام اللَّه له، أن من ذريته من لا يقيم الصلاة، ويكون بعضهم كفاراً، أو فسقة، أو لا يصلّون (1).
وهذه الدعوات من خير الدعوات التي يدعو بها العبد المؤمن له ولذريته، فلا أحبّ له من أن يكون مقيماً للصلاة هو وذريته على الوجه الأكمل والأتم.
وقوله: {رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء} أي وتقبّل دعائي، ولا يخفى في تكرار التوسل بربوبية اللَّه تعالى لكمال التضرّع والتذلل بين يدي اللَّه تعالى، ((وإظهار أن كل دعوة من هذه الدعوات مقصودة بالذات)) (2).
(1) روح المعاني، للألوسي، 8/ 351.
(2)
ابن عاشور، 1/ 700.