الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كأن يقول: ((اللَّهم أعني أو وفقني))، وإنما عدَّد مطالبه وسؤاله.
7 - إنّ مطالب الدِّين هي أعظم المطالب
، وأسمى المراتب التي ينبغي لكل داعٍ العناية بها.
8 - ينبغي للداعي أن يجمع مع دعائه لوازمه ومتمماته
لكي يبذل الأسباب، والجد بها في نيل مطلوبه؛ فإنه سأل ربه أن يعينه، ثم ذهب إلى دعوته، فجمع بين الدعاء، وأسباب حصول مقصوده.
26 - {رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}
(1).
أمر ربنا عز وجل نبيّه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يسأله الزيادة في العلم، والأمر لنبيّنا هو أمر لنا كذلك؛ فإن الخطاب وُجّه إليه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه هو القدوة والأسوة للأمة بأكملها، ومعلوم أن الخطاب للقدوة خطاب لأتباعه من حيث الأصل (2)، إلا ما خصّه الدليل به دون غيره.
فقوله: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} ، وقل يا محمد: ربِّ زدني علماً إلى ما علمتني، أمره بمسألته من فوائد العلم ما لا يعلم (3).
فأمره تعالى بزيادة في العلم، وأهمّها علم كتابه الكريم؛ فإنه الموصل إلى الترقّي في العلوم والمعارف والمنافع في الدنيا والآخرة، ولم يأمره سبحانه وتعالى بطلب الزيادة في الشيء إلا في العلم دلالة واضحة على فضيلة العلم، وأنه أفضل الأعمال، ((فلم يزل صلى الله عليه وسلم في
(1) سورة طه، الآية:114.
(2)
قواعد التفسير، 2/ 579.
(3)
تفسير الطبري، 5/ 325.
الزيادة والترقي في العلم حتى توفّاه اللَّه تعالى)) (1).
وهذا المطلب كان من مطالب الصحابة رضي الله عنهم، فكان من دعاء عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه:((اللَّهُمَّ زِدْنِي إِيمَانًا وَيَقِينًا وَفَهْمًا، أَوْ قَالَ: وَعِلْمًا)) (2).
فانهلّ أهل العلم في مشارق الأرض ومغاربها من تلكم الساعة إلى يومنا هذا، وإلى قيام الساعة بطلبه، والانشغال به آناء الليل والنهار.
وقد جاءت أحاديث متنوعة تحث على هذا المطلب العظيم، فكان من أدعيته صلى الله عليه وسلم:((اللَّهُمَّ انْفَعَني بِمَا عَلَّمْتنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُني، وَزِدْنِي عِلْمًا)) (3).
وفي لفظ: ((اللهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وارْزُقْنِي عِلْماً تَنْفَعُنِي بِهِ)) (4).
(1) تفسير ابن كثير، 3/ 230.
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، 9/ 105، والبيهقي في شعب الإيمان، 1/ 149، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 10/ 296:((رواه الطبراني وإسناده جيد)).
(3)
سنن الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا أبو كريب، برقم 3599، وسنن ابن ماجه، المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به، برقم 251، ومصنف ابن أبي شيبة،
10/ 281، والبيهقي في شعب الإيمان، 4/ 91، ومسند عبد بن حميد، 2/ 32، والطبراني في الأوسط، 2/ 208، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 2845.
(4)
هذا اللفظ في: السنن الكبرى للنسائي، كتاب صفة الصلاة، نوع آخر، 4/ 444، برقم 7808، وشعب الإيمان، للبيهقي، 6/ 18، والدعوات الكبير له أيضاً، ص 158، ومستدرك الحاكم، 1/ 510، والديلمي في الفردوس، 1/ 135، وقال الحاكم:((صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه))، ووافقه الذهبي، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة، 11/ 9:((وهو كما قالا)).