الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي)) (1).
المفردات:
((رهَّاباً)): الرهبة، الخوف، والفزع.
((مخبتاً)): الخاشع، والمخلص في خشوعه.
((أواهاً)):المتضرّع، والبكّاء، وقيل كثير الدعاء.
((منيباً)):التائب، والراجع إلى اللَّه في أموره.
((حوبتي)):الحوْبةُ، والحوبُ: الإثم، والذنب.
((حجتي)): الحجة: الدليل، والبيِّنة (2).
((سخيمة قلبي)): غلّ القلب، وحقده.
الشرح:
هذا الدعاء العظيم اشتمل على اثنين وعشرين سؤالاً، ومطلباً هي من أهم مطالب العبد، وأسباب صلاحه، وسعادته في الدنيا والآخرة (3):
(1) البخاري في الأدب المفرد، برقم 664، و665، وأبو داود، كتاب الوتر، باب ما يقول الرجل إذا سلّم، برقم 1510، و1511، والترمذي، كتاب الدعوات، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 3551، وابن ماجه، أبواب الدعاء، باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم 3830، والنسائي في السنن الكبرى، 6/ 151، وأحمد 3/ 452، برقم 1997، وصحيح ابن حبان، 3/ 227، ومصنف ابن أبي شيبة، 10/ 280، وعبد بن حميد، 1/ 236، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، 1/ 519، ومسند الشهاب، 2/ 344، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 1/ 414، وفي صحيح الترمذي، 3/ 178.
(2)
جامع الأصول، 4/ 337.
(3)
فقه الأدعية، 4/ 487.
1 -
قوله: ((رب أعني)): أي أطلب منك العون، والتوفيق لطاعتك، وعبادتك على الوجه الأكمل الذي يُرضيك عنِّي، وأطلب منك العون على جميع الأمور الدينية والدُّنيوية، والأخروية، وفي مقابلة الأعداء أمدّني بمعونتك وتوفيقك.
2 -
قوله: ((ولا تُعن عليَّ)): ولا تمدّ العون لمن يمنعني عن طاعتك: من النفس الأمّارة بالسوء، ومن شياطين الإنس والجن.
3 -
قوله: ((وانصرني))، وهو طلب النصرة، وهي الغلبة، أي في كل أحوالي، [وانصرني] على الكفار أعدائي، وأعداء دينك، وقيل انصرني على نفسي الأمّارة بالسوء؛ فإنها أعدى أعدائي {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} (1)، ولا مانع من إرادة الجميع؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يُخصِّص نوعاً معيناً، والأصل إبقاء العموم
على عمومه.
فتضمّن هذا الدعاء سؤال اللَّه تعالى النصر والظفر على كل الأعداء، سواء كان العدوُّ خارجيَّاً، أو داخليَّاً.
4 -
قوله: ((ولا تنصر عليَّ)): ولا تجعلني مغلوباً، فتسلّط عليَّ أحداً من خلقك، ولا تنصر النفس الأمارة بالسوء عليَّ، فأتّبع الهوى وأترك الهدى.
5 -
قوله: ((وامكُر لي)): المكر هو الخداع، وهو من اللَّه إيقاع بلائه
(1) سورة يوسف، الآية:53.