الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المداومة على الفعل، والاستمرارية عليه.
فبدأ بأولى المطالب وأجلّها، الذي عليها الفلاح في الدارين الهداية:((اللَّهم اهدني)): سأل اللَّه تبارك وتعالى الهداية التامة النافعة، الجامعة لعلم العبد بالحق، والسير عليه، فإن أصل الهداية كما سبق: الدلالة، وهي نوعان: هداية دلالة وإرشاد، وهي معرفة الحق، والعلم به، وهداية توفيق وسداد وثبات، وهذه الهداية لا يملكها إلا هو عز وجل ، فينبغي للعبد حين يسأل اللَّه جل جلاله الهداية أن يستحضر هاتين الدلالتين التي تجمع بين: العلم، والعمل.
قوله: ((فيمن هديت)): فيه فوائد:
أولاً: أن يدخله في جملة المهديين وزمرتهم
، وهم كما قال اللَّه تعالى:{فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (1).
ثانياً: أن فيه توسلاً إليه بإحسانه وإنعامه
، وهو من التوسّلات
الجليلة المقتضية للإجابة كما سبق في توسّل زكريا عليه السلام: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} (2) أي: يا رب قد هديت من عبادك بشراً كثيراً فضلاً منك وإحساناً، فأنعم عليَّ بالهداية كما أنعمت عليهم.
ثالثاً: أن ما حصل لأولئك من الهدى لم يكن منهم
، ولا بأنفسهم، وإنما كان منك، فأنت الذي هديتهم.
(1) سورة النساء، الآية:69.
(2)
سورة مريم، الآية:4.