الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: ((إن رأى حسنة دفنها)): أي إذا علم مني بفعل حسنةً فعلتها.
((دفنها)): سترها، وغطّاها، وكتمها، ولم ينشرها.
قوله: ((وإذا رأى سيئة أذاعها)): أي إذا علم مني بفعل سيئة زللت بها، نشرها، وأظهرها خبراً بين الناس (1) ، فهذا والعياذ باللَّه ليس بخليل ولا صديق، إنما [هو] عدوّ غشوم، ظلوم، وحاله هذه: حال المنافقين التي بيّنها اللَّه تبارك وتعالى في كتابه العزيز: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} (2).
137 - ((اللَّهُمَّ لَا تُخْزِنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ))
(3).
أصل هذا الدعاء المبارك، أن رجلاً من بني كنانة قال:((صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فسمعته يقول: ((اللَّهم لا تخزني يوم القيامة)).
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول هذه الدعوات، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:((كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدعو بهذه الدعوات كلّما سلّم)): ((اللَّهم لا تخزني يوم القيامة، ولا تخزني يوم البأس، فإن من تخزه يوم البأس فقد أخزيته)) (4).
(1) انظر: فيض القدير، 2/ 145، وبداية المبتدئ وهداية السالك، ص 215 بتصرف.
(2)
سورة آل عمران، الآية:120.
(3)
أحمد في المسند، 29/ 596، برقم 18056، وقال محققو المسند:((إسناده صحيح))، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير، 3/ 20، برقم 2524 بلفظ:((اللهم لا تخزني يوم القيامة، ولا تخزني يوم البأس)).
(4)
أخرجه ابن السني قس عمل اليوم والليلة، برقم 129، وقال محققه سليم الهلالي: <إسناده صحيح>، وأورده ابن أبي حاتم في علل الحديث، برقم 2065.