الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأجمل عبارة.
24 - {رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}
(1).
المفردات:
(الهيئة): هي ((الحالة التي يكون عليها الشيء محسوسة كانت أو معقولة)) (2).
((وأصل التهيئة: إحداث هيئة الشيء، أي أصلح ورتب)) (3).
((والرشد: خلاف الغي، ويُستعمل استعمال الهداية)) (4).
وهو: ((إصابة للطريق الموصل إلى المطلوب، والاهتداء إليه)) (5).
الشرح:
((يخبر ربنا تبارك وتعالى عن أولئك الفتية الذين فرّوا بدينهم من قومهم لئلا يفتنوهم عنه، فهربوا منهم، فلجأوا إلى غارٍ في جبل ليختفوا عن قومهم، فقالوا حين دخلوا سائلين اللَّه تعالى من رحمته ولطفه: {رَبَّنَا آتِنَا} (الآية))) (6)، فأفادت هذه الآية ((أن وظيفة المؤمن
(1) سورة الكهف، الآية:10.
(2)
مفردات الراغب، مادة (هيأ).
(3)
تفسير أبي السعود، 4/ 171.
(4)
مفردات الراغب، مادة (رشد).
(5)
تفسير أبي السعود، 4/ 171.
(6)
تفسير ابن كثير، 3/ 105.
التفكر في جميع آيات اللَّه التي دعا اللَّه تعالى العباد إلى التفكر فيها)) (1)، المنبثقة في ملكوت السموات والأرض، وأن كل آية تدلّ على كمال وحدانيته جلّ وعلا، وأن آياته لم تخلق عبثاً، وإنما فيها من بديع الحكم ما يستنير منها أهل الإيمان، فيزدادون إيماناً وهدى، ومفتاح إلى طريق كسب العلم والمعرفة، واليقين إلى كسب العلم والمعرفة.
فلما فرّوا بدينهم ممن كان يطلبهم من الكافرين، وبذلوا السبب في ذلك اشتغلوا بأهم الأسباب: التضرّع إلى اللَّه واللجوء إليه بالدعاء، فقالوا:{رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} : سألوا اللَّه تبارك وتعالى ((أنْ يمنَّ عليهم برحمة عظيمة، كما أفاد التنوين في {رَحْمَةً} تناسب عنايته باتّباع الدين الذي أمر به، وهو ما يشير إليه قوله تعالى: {مِنْ لَدُنْكَ}، فإن {مِنْ}، تفيد معنى الابتداء، و {لَدُنْكَ}: تفيد معنى العندية، فذلك أبلغ ما لو قالوا: آتنا رحمة؛ لأن الخلق كلهم بمحل الرحمة)) (2)، فسألوا رحمة خاصة من ربهم جلَّ وعلا تقتضي كمال العناية بهم، وتفيض عليهم من كمال الإحسان والإنعام.
وقوله: {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} أي يسِّر لنا وسهِّل علينا الوصول إلى طريق الهداية والرشاد في الأقوال والأفعال في أمر ديننا ودنيانا.
(1) تفسير ابن سعدي، 5/ 12.
(2)
تفسير ابن عاشور، 15/ 25.