الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1)
كتاب الصيام
(2)
جِماعُ معنى الصيام في أصل اللغة:
الكفّ والإمساك والامتناع
(3)
، وذلك هو السكون وضدّه الحركة، ولهذا قرَن الله تعالى بين الصوم والصلاة؛ لأن الصلاةَ حركةٌ إلى الحق، والصومَ سكونٌ عن الشهوات، فيعمّ الإمساك عن القول والعمل من الناس والدوابّ وغيرها.
قال أبو عبيدة
(4)
: كلُّ ممسك عن طعام أو كلام أو سَيْر فهو صائم.
وقال الخليل
(5)
: الصيام قيام بلا عمل. والصيام الإمساك عن الطعام، وقد قال تعالى:{إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} [مريم: 26]، أي: صمتًا. ويقال: صامَ الفرسُ، إذا قام على غير اعتلاف، ويقال: هو الذي أمسك عن الصهيل، قال النابعة الذُّبياني
(6)
:
(1)
(2)
ينظر «المستوعب» : (1/ 400)، و «المغني»:(4/ 323)، و «الفروع»:(4/ 403)، و «الإنصاف»:(7/ 323).
(3)
ينظر «مقاييس اللغة» : (3/ 323) لابن فارس.
(4)
بنحوه في «مجاز القرآن» : (2/ 6).
(5)
في كتاب «العين» : (7/ 171).
(6)
«ديوانه» (ص 240).
خيلٌ صيامٌ وخيلٌ غير صائمةٍ
…
تحتَ العجاجِ وخيلٌ تَعْلُكُ اللُّجُما
ومَصامُ الفرس ومَصامَتُه موقفه
(1)
، وصامت الريحُ إذا ركدت فلم تتحرك، وصامت البَكْرةُ إذا لم تَدُرّ، وصام النهارُ صومًا إذا قام قائم الظهيرة واعتدل، كأنَّ الشمسَ سكنَتْ عن الحركة في رأي العين.
ثم خُصَّ في لسان الشرع والعُرف الغالب ببعض أنواعه، وهو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وغيرها مما ورد به الشرعُ في النهار على الوجه المشروع، ويتبع ذلك الإمساك عن الرَّفَث والجهل وغيرهما من الكلام المحرَّم والمكروه؛ فإن الإمساك عن هذه الأشياء في زمن الصوم أوكد منه في غير زمن الصوم. [و] إذا كان هذا الوقت قد حُظِر فيه المباح في غيره فالمحظور في غيره أولى، كالحَرَم والإحرام والشَّهْر الحرام. وقد يتبعه الاعتكاف لأنه حَبْس النفس في مكان مخصوص، فهو من جنس الصوم. يقال فيه
(2)
: صام يصوم صومًا وصيامًا.
وسُمّي الصيام: الصبر. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «صومُ شهرِ الصبر وثلاثةِ أيام من كلّ شهر، تَعْدِل صومَ الدهر»
(3)
.
(1)
في النسختين والمطبوع: «موقوفه» ، والصواب ما أثبتّ، وينظر «الصحاح»:(5/ 1970)، و «المقاييس»:(3/ 323).
(2)
رسمها في الأصلين «منه» ، ولعل الأقرب ما أثبت، وبدونها أيضًا يستقيم الكلام.
(3)
أخرجه أحمد (7577، 8986، 10663)، والنسائي (2408) وفي «الكبرى» (2729)، وأبو يعلى (6650)، وابن حبان (3659) من طرقٍ عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفي بعض طرقه قصة وسياق أطول. وإسناده صحيح.