الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الْفَصْلُ الأَوَّلُ:
3382 -
[1] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنَ النَّارِ (1). . . . .
ــ
إلى أبي بكر) (2). وقيل: سمته أمه به.
والعتيق الكريم الرائع من كل شيء، ويقال: فرس عتيق، أي: نفيس جواد سابق، ويقال للمرأة التي بلغت: عاتق، وقيل: هي الشابة أول ما تدرك، وقيل: التي لم تبِنْ من والديها ولم تتزوج وقد أدركت وشبّت، ويجمع على العواتق والعتق، وقيل: هي مَن بلَغَت الحُلمَ أو قاربته فعتقت عن قهر أبويها باستحقاق التزوُّج، ومنه (أُمِرْنا أن نُخرِجَ فِي العيدين الحيَّضَ والعتقَ)، يقال: عتقت الجارية فهي عاتق، كحاضت فهي حائض، وكلَّ ما بلغَ إِنَاه فقد عتَقَ (3).
الفصل الأول
3382 -
[1](أبو هريرة) قوله: (أعتق اللَّه) من باب المشاكلة، والمراد النجاة.
وقوله: (بكل عضو منه) أي: من المعتَق بالفتح.
وقوله: (عضوًا منه) ليس في أكثر نسخ (المشكاة)(منه) هنا، وكذا في رواية البخاري، وهو مذكور في رواية مسلم:(عضوًا منه من النار)، والضمير للمعتِق بالكسر، وللبخاري في (كتاب كفارات الأيمان) (4): (أعتق بكل عضو منها عضوًا من أعضائه
(1) في نسخة: "مِنْهُ النَّار".
(2)
أخرجه الطبراني في "معجمه"(1/ 54، 2/ 10).
(3)
انظر: "مجمع بحار الأنوار"(3/ 520 - 521).
(4)
"صحيح البخاري"(6515) وفيه: "أعتق اللَّه بكل عضو منه عضوًا من النار". فليتأمل.
حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 6715، م: 1509].
3383 -
[2] وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ (1) صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "إِيمَانٌ بِاللَّهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ" قَالَ: قُلْتُ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "أَغْلَاهَا ثَمَنًا، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا" قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: "تُعِينُ صَانِعًا أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ" قُلْتُ (2): فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ . . . . .
ــ
من النار).
وقوله: (حتى فرجه بفرجه) قيل: هو للمبالغة لأنه محل الزنا، وهو من أفحش الكبائر، وقيل: ذكر للتحقير بالنسبة إلى سائر الأعضاء، ويفهم من هذا أن الأفضل أن لا يكون العبد المعتَق خَصيًّا أو مجبوبًا
3383 -
[2](أبو ذر) قوله: (تعين صانعًا) من الصنعة، والمراد بها هنا ما به معاش الرجل، فيدخل فيه الحرفة والتجارة ونحوهما، أي: صانعًا لم يتمَّ كسبه لعياله، وفي نسخة:(ضايعًا) من الضياع بالضاد المعجمة، أي: أعان من لم يكن له متعهِّدٌ يتعهد من فقر وعيال، كذا ذكر السيوطي في (التوشيح في شرح الجامع الصحيح)(3).
وقوله: (أو تصنع لأخرق) الخرق والخرقة بالضم والسكون وبفتحتين: الحمق، والأخرق: الأحمق، ومن لا يحسن العمل والتصرف في الأمور، وهو المراد هنا لمقابلته بالصانع.
(1) في نسخة: "رسولَ اللَّه".
(2)
في نسخة: "قال".
(3)
"التوشيح"(4/ 174).