الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البريق واللمعان، والخاتم فيه أربع لغات: كسر التَّاء وفتحها وخاتام وخيتام.
قوله: (لَيْلَتَئِذٍ) أي ليلة إذ أخَّر الصَّلاة، والتنوين عوض عن المضاف إليه، قال شيخنا: وسيأتي الكلام على فضل انتظار الصَّلاة في أبواب الجماعة، وعلى الخاتم ولبسه في كتاب اللباس إن شاء الله تعالى.
(26)
(بَابُ فَضْلِ صَلَاةِ الفَجْرِ
وَالحَدِيثُ) أي هذا باب في بيان فضل صلاة الفجر.
قوله: (وَالحَدِيْثُ) قال شيخنا: كذا وَقَعَ في رواية أبي ذرٍّ ولم يظهر لقوله: (وَالحَدِيْثُ) توجيه في هذا الموضع، ووجهه الكِرْماني بأن الغرض منه باب كذا وباب الحديث الوارد في فضل صلاة الفجر، قال شيخنا: ولا يخفى بُعْدُهُ، ولم أر هذه الزيادة في شيء من المستخرجات، ولا عرج عليها أحد من الشرَّاح، فالظاهر إنَّها وهم، ويدلُّ لذلك إنَّه ترجم لحديث جرير أيضًا: باب فضل صلاة العصر، من غير زيادة، ويحتمل أنَّه كان فيه: باب فضل صلاة الفجر والعصر، فتحرَّفت الكلمة الأخيرة، والله أعلم. قال العَيني: استبعاد كلام الكِرْماني بعيد، لأنَّه لا يبعد أن يقال: تقدير كلامه: باب في بيان فضل الفجر وفي بيان الحديث الوارد فيه، وهذا أوجه من ادِّعاء الوهم، ولا يلزم من تركه لفظ الحديث في باب صلاة الفجر، كذا وَقَعَ في خطِّ العيني: صلاة الفجر، والذي ذكره شيخنا إنَّما هو صلاة العصر. انتهى. أن تكون هذه اللفظة ههنا وهمًا، والاحتمال الذي ذكره بعيد جدًّا، فإن قلت: فما وجه خصوصيَّة هذا الباب بهذه اللفظة دون سائر الأبواب الَّتي يذكر فيها فضائل الأعمال؟ قال العَيني: يحتمل أن يكون وجه ذاك أنَّ صلاة الفجر إنَّما هي عقيب النوم، والنوم أخُ الموت، إلَّا ترى كيف ورد أن يقال عند الاستيقاظ من النوم: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور. فإذا كان كذلك ينبغي أن يجتهد المستيقظ على أداء صلاة الفجر شكرًا لله على حياته وإعادة روحه إليه، ويعلم أنَّ لإقامتها فضلًا عظيمًا لورود الأحاديث فيه، فنبَّه على ذلك بقوله: والحديث، وخصَّ هذا الباب بهذه الزيادة. انتهى. قلت: ولا يخفى أنَّ هذا الذي ذكره العَيني أبعد مما قاله شيخنا رحمه الله، والذي ظهر لي أنَّ لفظة والحديث صحيحة ليس فيها تحريف، وإنَّما نصَّ عليها المصنِّف للتنبيه على عظم الحديث المحثِّ على المحافظة على صلاة الفجر، فإن فيه رؤية الله تعالى الَّتي هي قرَّة أعين العارفين وأقصى مراد المحبِّين، فالتقدير: باب فضل صلاة الفجر والحديث العظيم الوارد فيه. انتهى.
573 -
قوله: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) أي ابن مُسَرْهَد، ترجمته في باب من الإيمان أن يحبَّ.
قوله: (قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى) أي القطَّان، ترجمته في الباب أيضًا.
قوله: (عَنْ إِسْمَاعِيلَ) أي ابن أبي خالد، ترجمته في باب يتلو باب أمور الإيمان.
قوله: (قَالَ حَدَّثَنَا قَيْسٌ) أي ابن أبي حازم، ترجمته في باب الدين النصيحة.
قوله: (قَالَ: قَالَ لِي جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ) ترجمته في الباب أيضًا.
في هذا الإسناد: التَّحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع، وفيه العنعنة في موضع واحد، وفيه القول في ثلاثة مواضع، وفيه أنَّ هنا قال: قال لي جرير وفي باب فضل
صلاة العصر: عن جرير.
قوله: (كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لَا تُضَامُّونَ أَوْ لَا تُضَاهُوْنَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمس وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثمَّ قَالَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمس وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130]).
مطابقته للترجمة في قوله: (عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) وقد مرَّ هذا الحديث في باب فضل صلاة العصر، رواه هناك عن الحميد عن مروان بن معاوية عن إسماعيل عن قيس عن جرير، وههنا عن مُسَدَّد عن يحيى عن إسماعيل عن قيس عن جرير، وقد ذكرنا هناك متعلَّقات الحديث كلِّها، قوله:(أَوْ لَا تُضَاهُوْنَ) من المضاهاة وهي المشابهة، قال النَّوَوي: معناه لا يُشَبَّه عليكم ولا ترتابون فيه.
574 -
قوله: (حَدَّثَنَا هُدْبَة بْنُ خَالِدٍ) أي -بضمِّ الهاء وسكون الدال المهملة وبالباء الموحدة- ابن خالد القيسي البصري الحافظ، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.
قوله: (قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ) أي ابن يحيى، ترجمته في باب ترك النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم والناس الأعرابي حتَّى يفرغ من بوله في المسجد.
قوله: (قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ) أي -بالجيم والراء- نصر بن عِمْران الضبعي البصري، ترجمته في باب أداء الخمس من الإيمان.
قوله: (عَنْ أَبِي بَكْرِ بنِ أَبِي مُوسَى) أي الأشعري.
قوله: (عَنْ أَبِيهِ) أي عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري، ترجمته في باب أي الإسلام أفضل.
في هذا الإسناد: التَّحديث بصيغة الجمع في موضعين، وبصيغة الإفراد من الماضي في موضع، وفيه العنعنة في موضعين، وفيه القول في موضعين، وفيه رواية التَّابعي عن التَّابعي عن الصحابي، وفيه رواية الابن عن أبيه، وفيه ثلاثة بصريون بالتوالي، وفيه في أبي بكر اختلفوا فقال الدَّارَقُطْني قال بعض أهل العلم: هو أبو بكر بن عُمارة بن رُؤَيبة الثَّقَفي، وهذا الحديث محفوظ عنه، وقال البزَّار: لا نعلمه يروى عن أبي موسى إلَّا من هذا الوجه، وإنما يعرف عن أبي بكر بن عُمارة بن رُؤَيبة عن أبيه، ولكن هكذا قال همَّام، يعنيان بذلك حديث أبي بكر بن عُمارة بن رُؤَيبة المخرَّج عند مسلم، بلفظ قال عُمارة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لَنْ يَلِجَ النَّار أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمس وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) يعني الفجر والعصر، وروى الطَّبَرَاني من حديث السَّرِي بن إسماعيل عن الشَّعْبي عن عُمارة بن رُؤَيبة:((لَنْ يَدْخُلَ النَّار مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِك بِاللهِ شَيْئًا، وَكَانَ يُبَادِرُ بِصَلَاتِهِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمس وَقَبْلَ غُرُوبِهَا)). انتهى.
ولنرجع إلى حديث الباب، قوله:(أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ صلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ) مطابقته للترجمة ظاهرة، لأنَّ أحد البَرْدَين صلاة الفجر.
قوله: (البَرْدَيْنِ) تثنية بَرْد، بفتح الباء الموحدة وسكون الرَّاء، والمراد صلاة الفجر والعصر، وقال القُرْطُبي: قال كثير من العلماء: البردان الفجر والعصر، وسُمِّيا بذلك لأنَّهما يفعلان في وقت البرد، وقال الخطَّابيُّ: لأنهما يصلِّيان في بردي النَّهار، وهما طرفاه حين يطيب الهواء ويذهب سورة الحرِّ، وقال السَّفَاقُسي