الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الأصمعي «1» : لم نر أحدا قط أعلم بالشعر من شعبة، قال لي: كنت ألزم الطّرمّاح «2» أسأله عن الشعر «3» .
وقال شعبة: كان قتادة يسألني عن الشعر، فقلت: أنشدك بيتا وتحدثني حديثا.
وقال أبو قطن: قال لي شعبة: ما شيء أخوف عندي أن يدخلني النار من الحديث.
اتفقوا على موته سنة ستين ومائة.
ومنهم:
71- عبد الرحمن بن مهدي
«4» أبو سعيد البصري الحافظ الكبير والعلم الشهير «5» ، والعلي الذي لا يتناولها
من النجوم منير، وقارا لا تفتح لديه عين، واستحضارا لا تمد عليه غين اشتهارا تخفى معه الشموس، وتغض مقل «1» النجوم الشوس «2» ، بحفظ لا تنافره الشوارد «3» ، ولا تنافيه الموارد «4» ، ولا تنافحه الصبا «5» ، إلا ويعد من فعلها البارد، ولا يشغله ورق «6» الدنيا عن الدين، ولا يشغفه شك الباطل بحق اليقين.
قال أيوب بن المتوكل «7» : كنا إذا أردنا أن ننظر إلى الدين والدنيا ذهبنا إلى دار عبد الرحمن بن مهدي.
وقال إسماعيل «8» : سمعت علي بن المديني يقول: أعلم الناس بالحديث عبد
الرحمن بن مهدي.
قلت له- وقد أتقنت حديث الأعمش-: من يفيدني عن الأعمش «1» ؟
فأطرق ثم ذكر ثلاثين حديثا ليست عندي (ص 158) تتبع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم «2» .
وقال محمد بن أبي بكر المقدمي «3» : ما رأيت أحدا أتقن لما سمع، ولما لم يسمع، ولحديث الناس من عبد الرحمن بن مهدي، إمام ثبت، أثبت من يحيى ابن سعيد «4» ، وكان عرض حديثه على سفيان «5» .
وقال القواريري «6» : أملى عليّ ابن مهدي عشرين ألف حديث.
وقال ابن مهدي: ما تركت حديث رجل إلا دعوت الله له، وأسميه.
وقال يحيى بن عبد الرحمن: قام أبي ليلة- وكان يحيي الليل- فلما طلع الفجر رمى نفسه على الفراش حتى طلعت الشمس، فجعل على نفسه أن لا
يجعل بينه وبين الأرض شيئا، فقرحت فخذاه.
وقال ابن مهدي: لو كان لي سلطان لألقيت من يقول بخلق القرآن في دجلة، بعد أن أضرب عنقه.
وقال العجلي «1» : شرب ابن مهدي حب البلاذر «2» ، فبرص «3» ، وكان فقيها بصيرا بالفتوى، عظيم الشأن، وكان لا يتحدث في مجلسه، ولا يبرى قلم، ولا يقوم أحد، كأنما على رؤوسهم الطير، وكأنهم في صلاة.
وقال علي بن المديني: لو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني لم أر مثل عبد الرحمن.
وكان يقول: أعلم الناس بقول الفقهاء السبعة «4» : الزهري، ثم بعده مالك،