الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ص 80) ومنهم
6- يزيد بن القعقاع أبو فرج القاري أحد العشرة
«1» مدني مشهور «2» ، رفيع الذكر قرأ على مولاه المخزومي وفاقا، وعلى أناس آخرين ممن أنس منهم إشفاقا. وصلى بابن عمر إماما اتفاقا «3» ، أقرأ دهرا، وعمر ثاني المساجد «4» عمرا، وحلى أطراف آنائه بسبح تسابيحه، ونور جباه محاريبه، بأزهى من مصابيحه، وقرأ القرآن كما تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم على ضريحه. وكان إذا جلس يقرئ القرآن الكريم أمال له رأسا، ولقي منه أمنة نعاسا، وكان يتحيل بأنواع الحيل لطرد طارق كراه «5» الملم لينفضه عن هدبه «6» ، ويرحضه لينقي دنس تغطيته على قلبه. ويحرص ولا يجد سبيلا إلى تمزيق ما خاطه النعاس وعلى جفنيه، ويجهد في نزع مخيطه، ولا يقدر عليه.
قرأ القرآن على عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وفاقا، وقال غير واحد قرأ أيضا على أبي هريرة وابن عباس «7» عن قراءتهم عن أبي ابن كعب،
وصلى بابن عمر. وحدث عن أبي هريرة وابن عباس «1» ، وتصدى لإقراء القرآن دهرا فورد أنه أقرأ القرآن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم من قبل وقعة الحرة، وكانت الحرة «2» سنة ثلاث وستين، وأنه كان يمسك المصحف على مولاه عبد الله بن عيّاش «3» ، وأنه أتي به إلى أم سلمة وهو صغير، فمسحت رأسه، ودعت له بالبركة «4» ، وكان يقوم الليل، فإذا أصبح جلس يقرئ الناس، فيقع عليه النوم، فيقول لهم خذوا الحصى فضعوه بين أصابعي، ثم ضموها، فكانوا يفعلون ذلك، وكان النوم يغلبه، فقال: أراني أنام على هذا، فإذا رأيتموني قد نمت فخذوا خصلة من لحيتي فمدوها، قال: فيمر عبد الله بن عياش مولاه فيرى ما يفعلون به، فيقول: أيها الشيخ ذهبت بك (ص 81) الغفلة، فيقول أبو جعفر:
إن هذا الشيخ في خلقه شيء دوروا بنا وراء القبر موضعا لا يرانا «5» .
وقال سليمان بن مسلم «6» رأيت أبا جعفر القاري على الكعبة «7» ، فقلت:
أبا جعفر. قال: نعم، أقرئ إخواني السلام وأخبرهم أن الله جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين، وأقرئ أبا حازم السلام، وقل له: يقول لك أبو جعفر الكيس الكيس «8» ، فإن الله وملائكته يتراءون مجلسك بالعشيات. قال: وشهدت أبا