المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌115- محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز ابن الذهبي أبو عبد الله شمس الدين - مسالك الأبصار في ممالك الأمصار - جـ ٥

[ابن فضل الله العمري]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌منهجنا في خدمة الكتاب وتحقيقه

- ‌الفصل الأول: وهو الخطابي

- ‌[مقدمة المصنف]

- ‌[مشرق الأرض ومغربها]

- ‌[تشبيه بعض الحكماء للأرض]

- ‌[تفضيل المشرق على المغرب]

- ‌[الأنبياء والرسل]

- ‌[الجهات الشريفة]

- ‌[الحواريون والصحابة]

- ‌[جماهير الكرماء والعظماء في الجاهلية والإسلام]

- ‌[الأئمة والفقهاء]

- ‌[السادات الأولياء أئمة التحقيق]

- ‌[الفلاسفة والحكماء والأطباء ورجال الفلك والعلوم]

- ‌[أصحاب الموسيقى]

- ‌[حكم الشرع في السماع وآلاته]

- ‌[قول ابن بسام في خطبة كتاب الذخيرة]

- ‌[أصحاب الصنائع العملية (الكتابة) والفلاحة والسيوف، والرماح، والديباج]

- ‌[في الشرق رست قواعد الخلافة]

- ‌[المقايسة بين سلاطين المشرق والمغرب والخلافة]

- ‌[مسعود بن محمود بن سبكتكين]

- ‌[السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان]

- ‌[السلطان علاء الدين خوارزم شاه]

- ‌[الملك العادل، وجلال الدين محمد]

- ‌[فتنة البساسيري]

- ‌[الحيوان والنبات والمعادن]

- ‌[الجواهر والأحجار]

- ‌[العقاقير]

- ‌[بعض ما في المغرب مما سبق]

- ‌الفصل الثانى فى الإنصاف بين المشرق والمغرب على حكم التحقيق

- ‌[خطا الأطوال والعروض…الشرق والغرب أمر نسبي]

- ‌[المشرق أطول من المغرب]

- ‌[للمشرق الفخر]

- ‌[قول ابن سعيد.. المحاسن مقسمة.. الأغلب على البلاد المشرقية]

- ‌[رد ابن فضل الله العمري على ابن سعيد]

- ‌[ما فعله يوسف بن تاشفين مع بني عباد ملوك الأندلس]

- ‌[الموازنة بين المشرق والمغرب]

- ‌[الحيوان والنبات]

- ‌[المغرب والمشرق واللغة وبعض الشعراء]

- ‌[العلوم العقلية]

- ‌[المتنزهات.. والقلاع والمدن والأنهار]

- ‌[شعر في مدح المشرق والمغرب وغلمانهما]

- ‌[الإسكندر وبلاد فارس وأرسطو وصاحب الصين]

- ‌[تشبيه ابن سعيد الأرض بطائر]

- ‌[من أحكام المناظرة بين المشارقة والمغاربة]

- ‌[نشأة الخلافة]

- ‌[المناظرة بين الأشخاص: الخلفاء ونحوهم]

- ‌[من عظماء الأدارسة…الناصر علي بن حمود]

- ‌[بنو عبد المؤمن]

- ‌[الشبه بين المأمون بن المنصور الموحدي والمأمون العباسي]

- ‌[خراسان سلطنة عريضة]

- ‌[سجستان ودولة بني الصفار]

- ‌[كرمان وديلمان]

- ‌[مازندران (طبرستان) ]

- ‌[عراق العجم]

- ‌[فارس]

- ‌[خوزستان (الأهواز) ]

- ‌[العراق السلطنة العظمى]

- ‌[شهرزور]

- ‌[الجزيرة]

- ‌[الشام سلطنة جليلة]

- ‌[جزيرة العرب]

- ‌[وهجر سلطنة واليمامة]

- ‌[أذربيجان]

- ‌[أرمينية.. وبلاد الروم]

- ‌[سلطنات المغرب الديار المصرية]

- ‌[برقة وإفريقية]

- ‌[سلطنة المغرب الأقصى]

- ‌[بلاد السودان]

- ‌[أرض النوبة والكانم]

- ‌[جزيرة الأندلس ومن تولى عليها]

- ‌[سلطنات رومية والقسطنطينية]

- ‌[الجندية في المشرق والمغرب رجالها عتادها وما يتبع ذلك وعطاؤهم]

- ‌[الوزارة]

- ‌[الكتاب بالمشرق]

- ‌[جاء في المتأخرين من لم يرض طرق المتقدمين]

- ‌مشاهير قراء المشرق

- ‌[مقدمة]

- ‌1- أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك ابن النجار أبو المنذر الأنصاري

- ‌2- ومن أعلام القراء أبو عبد الرحمن السلمي مقرئ الكوفة

- ‌3- مجاهد بن جبر الإمام

- ‌4- عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة

- ‌5- عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان أبو معبد الكناني الداري المكي

- ‌6- يزيد بن القعقاع أبو فرج القاري أحد العشرة

- ‌7- عاصم بن أبي النجود بهدلة الأسدي

- ‌8- حمزة بن حبيب الزيات

- ‌9- أبو عمرو بن العلاء المازني المقرئ النحوي البصري

- ‌10- نافع بن عبد الرحمن الليثي أبو رويم المقرئ

- ‌11- إسماعيل بن عبد الله المخزومي قارئ أهل مكة

- ‌12- حفص بن سليمان أبو عمر الأسدي

- ‌13- سليم بن عيسى بن سليم بن عامر

- ‌14- علي بن حمزة الكسائي

- ‌15- أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي

- ‌16- يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي

- ‌17- يعقوب بن إسحاق بن يزيد بن عبد الله

- ‌18- يحيى بن آدم بن سليمان أبو زكريا القرشي

- ‌19- حسين بن علي الجعفي مولاهم الكوفي

- ‌20- قالون أبو موسى

- ‌21- أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة

- ‌22- خلاد بن خالد

- ‌23- خلف بن هشام بن تغلب أبو محمد البغدادي المقرئ البزار

- ‌24- الليث بن خالد أبو الحارث البغدادي المقرئ

- ‌25- عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان

- ‌26- هشام بن عمار بن نصير

- ‌27- أبو عمر الدوري

- ‌28- أبو شعيب السوسي

- ‌29- قنبل مقرئ أهل مكة

- ‌30- أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد شيخ العصر أبو بكر البغدادي

- ‌32- محمد بن النضر بن مرّ بن الحر الربعي الإمام أبو الحسن ابن الأخرم الدمشقي

- ‌34- محمد بن الحسن بن محمد بن زياد أبو بكر النقاش الموصلي ثم البغدادي

- ‌[قراء الجانب الغربي]

- ‌[قراء مصر]

- ‌64- محمد بن علي بن أحمد

- ‌66- محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن علي بن سالم بن مكي (الشروطي)

- ‌[المحدّثون من أهل المشرق]

- ‌67- أبو هريرة الدوسي اليماني

- ‌69- قتادة بن دعامة بن قتادة الحافظ

- ‌70- شعبة بن الحجاج بن الورد

- ‌71- عبد الرحمن بن مهدي

- ‌72- أبو داود الطيالسي

- ‌76- عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي

- ‌77- عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل

- ‌78- الإمام العلم أبو عبد الله البخاري

- ‌79- محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس

- ‌86- أبو عيسى الترمذي

- ‌93- أحمد بن محمد بن سعيد أبو العباس الكوفي

- ‌98- محمد بن إسحاق بن محمد بن أبي زكريا يحيى بن منده

- ‌99- أبو عبد الله الحاكم

- ‌101- أبو ذر الهروي

- ‌103- الخطيب أبو بكر بن أحمد بن علي بن ثايت بن أحمد البغدادي، خطيب بغداد

- ‌104- أبو نصر بن ماكولا

- ‌105- أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي

- ‌108- أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر

- ‌112- محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن البغدادي، المعروف بابن النجار

- ‌113- القاسم محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يدّاش البرزاليّ

- ‌114- يوسف بن الزّكي عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك القضاعي

- ‌115- محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز ابن الذهبي أبو عبد الله شمس الدين

- ‌فأما الحفاظ بالجانب الغربي

- ‌116- يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس

- ‌117- بقيّ بن مخلد

- ‌118- محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد الأزدي الحميدي الأندلسي الميورقي

- ‌119- خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال أبو القاسم الأنصاري الأندلسي

- ‌120- عبد الحق بن عبد الرحمن بن الحسين بن سعيد الحافظ أبو محمد الأزدي الإشبيلي

- ‌121- محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن سيّد الناس اليعمري الأندلسي الإشبيلي

- ‌122- يزيد بن أبي حبيب الإمام الكبير أبو رجاء الأزدي

- ‌123- عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان، الحافظ النّسابة أبو محمد الأزدي المصري

- ‌124- أبو طاهر الأصبهاني واسمه أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن سلفة الأصبهاني

- ‌125- عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن التوني الدمياطي الشافعي شرف الدين أبو محمد

- ‌[فقهاء المحدثين: الجانب الشرقى]

- ‌126- علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك

- ‌127- القاضي شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي

- ‌128- سعيد بن المسيّب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عايذ بن عمران بن مخزوم القرشي المدني

- ‌129- عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى القرشي الأسدي

- ‌130- أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي

- ‌131- سعيد بن جبير الوائلي مولاهم الكوفي

- ‌132- إبراهيم بن يزيد بن الأسود الفقيه الكوفي النخعي

- ‌133- عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي

- ‌134- خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان أبو زيد الأنصاري

- ‌135- عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار الشعبي الكوفي

- ‌136- طاووس بن كيسان الخولاني الهمداني اليماني أبو عبد الرحمن

- ‌137- سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي

- ‌138- القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي

- ‌139- سليمان بن يسار

- ‌140- الحسن بن أبي الحسن يسار البصري أبو سعيد

- ‌141- مكحول بن عبد الله الشامي

- ‌142- عطاء بن أبي رباح

- ‌143- أبو الزناد عبد الله بن ذكوان المدني القرشي

- ‌144- ربيعة بن أبي عبد الرحمن فرّوخ مولى آل المنكدر

- ‌145- يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الحافظ

- ‌146- سليمان بن مهران

- ‌147- محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أبو عبد الرحمن

- ‌148- عبد الملك بن عبد العزيز ابن جريج الرومي

- ‌149- عبد الرحمن بن عمرو بن محمد الأوزاعي

- ‌150- سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة أبو عبد الله الثوري الكوفي الفقيه الإمام

- ‌151- حماد بن سلمة بن دينار

- ‌152- عبد الله بن المبارك

- ‌153- سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي

- ‌154- إسحاق بن أبي الحسن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله الحنظلي المروزي المعروف بابن راهويه أبو يعقوب

- ‌155- إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي الفقيه البغدادي أبو ثور

- ‌156- محمد بن نصر الإمام أبو عبد الله المروزي

- ‌157- محمد بن إبراهيم بن المنذر أبو بكر النيسابوري

- ‌158- أبو سليمان الخطابي حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب القرشي العدوي البستي من ولد زيد بن الخطاب ابن نفيل

- ‌159- الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي أبو الفضائل القرشي العدوي العمري عرف بالصغّاني الحنفي

- ‌160- أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى بن أبي نصر الكردي الشهرزوري، عرف بابن الصلاح

- ‌161- يحيى بن شرف بن مزي بن الحسن بن الحسين الحزامي النووي

- ‌162- أحمد بن عبد الحليم (ابن تيمية)

- ‌فأما من نذكر من مشاهير الجانب الغربي فمنهم:

- ‌163- أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي

- ‌164- أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر التميمي المازري

- ‌165- القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي

- ‌166- أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد المعروف ب (ابن العربي) المعافري

- ‌ومن متقدميهم بالديار المصرية:

- ‌ومن متأخريهم:

- ‌171- علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌فهرس الكتاب

الفصل: ‌115- محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز ابن الذهبي أبو عبد الله شمس الدين

وأخرجه ليلا فغيّب مدة حتى سكنت الثائرة، وخمدت الفتنة وعصمه الله منهم، وكانوا قد عزموا على قتله بأيديهم «1» ، وكانت وفاته في ثاني عشر صفر سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، وصليّ عليه الغد بجامع دمشق ودفن بمقبرة الصوفية.

ومنهم

(ص 228) /

‌115- محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز ابن الذهبي أبو عبد الله شمس الدين

«2» بقية الحفاظ. هو شمس العصر لا غابت، ولا اعتلت أصلها ولا خابت، بقي في هذا الزمن الأخير بقاء الشمس في العصر، وتفرّدها بالمحاسن التي تجل عن الحصر، فضائل لا يستطيعها أهل التحصيل، وفواضل تحلي ذهبيّ العصر بمثل ذهبيّة العصر من الأصيل»

، معدن لا غرو أن نسب إلى ذهبيّة الذهب أو حسب للهبيّة «4» ما لا ينكر لقريحته من اللهب، ما المزّيّ عنده إلا ممّن تمزّز وما شرب حتى اضطلع «5» ، ووقف دون العقبة الكؤود وما طلع، فاقه بل ساوى كل سابق

ص: 557

متقدم إن لم يكن فاقه، وضبطه فيما قيّده ثم ما حلّ وثاقه، علم حديث وتاريخ أصبح فيهما فردا لا يخلف، وسابقا ونحن نسأل الله أن يتخلّف «1» ، وإماما بقي في أثناء الدهر حتى صلوا خلفه وسلّموا، وعرفوا حقه فودّوا أن يتأخر ويقدّموا، وواحدا لو أن لأهل هذا الزمان همّة من كان قبلهم لشدوا إليه المطي تلطم وجوه السباسب «2» ، وتشق جلباب الضحى والغياهب «3» ، ولا تزال تحط لديه رجال وتشدّ رحال، وتعدّ سويّ لقيّه محالا كل حال «4» .

مولده في ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وستمائة «5» ، وعمل مع والده صناعة الذهب، ثم في سنة تسعين أحب القراءات، فقرأ التجويد وقرأ للسوسي بالإدغام «6» في سنة إحدى وتسعين، وقرأ لنافع «7» بكماله على الشيخ محمد

ص: 558

المزراب «1» ولازمه وحصّل شرح الشاطبي «2» ، وفي أيام العريق «3» منها شرع في القراءات السبعة جمعا على الشيخ جمال الدين الفاضلي «4» ، وذهب إلى الجمال البدوي «5» فوشمه «6» في كيفية الجمع، ومات الفاضلي وقد جمع عليه إلى أواخر القصص سنة اثنتين وتسعين، في ربيع الآخر.

قال الذهبي: فتألمت لكوني لم أكمّل، ففتح الله علينا/ (ص 229) بشمس الدين الدمياطي «7» ، فذهبنا إليه وكلمناه، فوجدناه ذاكرا للقراءات ذكرا جيدا، أجود من الفاضلي، فإن الفاضلي كان قد استولى عليه الفالج، وتغيّر حفظه،

ص: 559

فقعد لنا الدمياطي في الكلاسة «1» طرفي النهار، وكان مستحضرا للشاطبية، فكمّلت عليه القراءات في مدة يسيرة، وكذا ابن بضحان «2» وابن غدير «3» ، وقرأت عليه ختمة واحدة لابن عامر «4» ، وكملت القراءات على الإسكندري «5» في تلك المدة، وقرأت في تلك المدة على الشمس

ص: 560

الحياضري «1» ، وكملت عليه في أول سنة ثلاث وتسعين، ثم لازمت الشيخ مجد الدين التونسي «2» في أثناء سنة اثنتين وتسعين، وشرعت عليه في ختمه للسبعة، وبرّحنا «3» عليه في القصيد أنا وابن غدير والعلم الحلبي «4» وابن بضحان، وتفقهنا في بحوث القراءات به، وقرأت النحو على ابن أبي الفتح «5» ، وحضرت دروس النحو في العادلية «6» عند الشيخ شرف الدين

ص: 561

الفزاري «1» ، وقرأت النحو أيضا على الشهاب «2» الشاغوري.

وفي رجب سنة اثنتين وتسعين سمعت الحديث أول ما سمعت فيها على ابن عساكر «3» ، وابن البزوري «4» ، وعائشة بنت المجد «5» وجماعة، ثم دللت على

ص: 562

ابن القواس «1» بعربيل «2» فأخذت المبهج «3» في القراءات، وطلعت إليه، فقرأت عليه يومئذ منه نحو عشرة كراريس، وذلك أول يوم من سنة ثلاث، ثم دخل المدينة «4» ، وسمعت عليه الحديث، وغويت بالحديث «5» ، وقرأت على النظام التبريزي «6» ختمة لأبي عمرو «7» ثم استأذنت والدي في الرحلة إلى بعلبك «8» فأذن لي بعد تكرر سؤالي له فلازمت التاج عبد الخالق «9» والموفق بن قدامة «10» والشيوخ نسمع، وقرأت على الشيخ موفق الدين بن قدامة ختمة للسبعة في نحو

ص: 563

خمسين يوما، وكملتها في سلخ سنة ثلاث وتسعين، وقرأت في تلك المدة عدة كتب من المسندات، ثم عزمت على الرحلة إلى الديار المصرية فاستأذنت والدي فغضب/ (ص 230) وضج وحلف بالطلاق أنه ما يعطيني فلسا إن رحت، فحزنت وقعدت أنسخ بالأجرة، حتى كنت أحس ظهري ينقطع وأنا أتجلد وأكابد، حتى إني كنت يوم سبت في بستان ضمنّاه، وهم فيما هم، وأنا قد شددت خلف ظهري دفّة خشب من الوجع، وأنا لا أستريح، وصمّدت مائة وثمانين درهما ثم مرضت وبرد عزمي، وأيست من السفر، ثم هيّجني السفر قليلا، فألقيت في ذهن أمي السفر، فقالت لوالدي، وقلت: معي هذه الدراهم أتوصل بها، فقال والدي: إن الغريب الطويل الذيل ممتهن، فكيف حال غريب ماله قوت وضرب لي الأمثال، ثم قال: قد بلشت باليمين «1» ، فأعطتني أختي خواتيم ذهب وغير ذلك، فسافرت في رجب سنة خمس وتسعين، ومعي ما قيمتة ثمانمائة درهم، فسمعت بالبلاد التي بالطريق، ونزلت بزاوية ابن الظاهري «2» ، وقرأت السيرة

ص: 564

لابن هشام «1» على الأبرقوهي «2» في ستة أيام فكنت أقرأ من بكرة النهار إلى المغيب، في النهار نستريح ساعة في وسط النهار، ثم سافرت في أوائل رمضان إلى الإسكندرية في النيل، فلقيت بها يحيى بن الصواف «3» ، فرغت عليه في ختمة جمعا فأقرأني آيات، وقال: قف وكان قد أصمّ وعمي، وهو عسر الأخذ، وانقطع صوتي مما أرفعه ليسمع، فسلوته وسمعت عليه ثلاثة أجزاء من الخلعيات، ثم مضيت إلى سحنون «4» ، فكنت أقرأ عليه من القرآن كل يوم جزئين وأكثر لنافع «5»

ص: 565

وعاصم «1» ، فأكملت عليه الختمة في أحد عشر يوما، ومات ثاني يوم ختمت، وذلك في رابع شوال، ثم رجعت في خليج الإسكندرية إلى القاهرة، وشرعت في تتمة ما قدّر لي أن أسمعه، وعدت إلى دمشق، وزرت الخليل عليه الصلاة والسلام «2» والقدس.

وقرأت على الجعبري «3» كتابه في القراءات العشر الذي نظمه مرموزا كالشاطبية وسمعت بنابلس من العماد بن بدران «4» / (ص 231)

هذا ملخص ما ذكره في ابتداء طلبه، ثم إنه ولي خطابة قرية كفر بطنا من قرى غوطة دمشق، فسكنها مدة ولازم الاشتغال والتخريج والاختصار والتصنيف، ولم يكن له هم غير ذلك، ولا له عنه شاغل.

ثم انتقل عن الخطابة المذكورة لما ولي مشيخة دار الحديث الظاهرية «5» ،

ص: 566

وولي معها مشيخة الحديث بتربة أم الملك «1» الصالح، ومشيخة الدار «2» التنكزية ومشيخة الدار النفيسية «3» ، وانتهت إليه الرئاسة في معرفة الحديث وعلله، وصحيحه وسقيمه ورجاله، وجرح وعدّل، وصحّح وضعّف، واستدرك على الحفاظ، ولم يزل يكتب وينتقي ويصنف الكتب الكبار، هذا دأبه، مع مباشرة الوظائف وإفادة الطلبة إلى أن أضر بأخرة «4» .

وأما التاريخ فتفرد بمعرفته وصنّف فيه تاريخ الإسلام في أحد وعشرين مجلدا واختصر تاريخ بغداد، وتاريخ دمشق في عشر مجلدات، وتاريخ ابن المديني «5» ، وانتخب كثيرا من تاريخ ابن النجار «6» ، وذيل السمعاني «7»

ص: 567

ووفيات المنذري»

، والشريف «2» والبرزالي «3» ، واختصر تاريخ نيسابور «4» وتاريخ أبي شامة «5» . وصنّف طبقات القرّاء مرتين، الثانية مهذّبة، وطبقات الحفّاظ المهرة في مجلدين، وعمل ميزان الاعتدال في نقد الرجال ثلاث مجلدات، ونبأ الدجال، وألّف كتاب المشتبه في الأسماء والأنساب، ومناقب العشرة، وكتاب العبر في خبر من غبر مجلدين، وتاريخ دول الإسلام مجلد وتجريد أسماء الصحابة مجلد كبير، وكتاب المغني في الضعفاء مجلد، والضعفاء كتاب آخر أصغر من المغني، وكتاب النبلاء في شيوخ الأئمة الستة، وكتاب مختصر الكنى، وصنّف تراجم أعيان النبلاء من الأئمة والحفاظ والكبراء والوزراء والملوك في عشرين مجلدا، وكتاب الممتع في ستة أسفار.

وأما ما صنّفه من المسائل وغيرها من الأبواب مما هو جزء/ (ص 232) :

فكتاب الزيارة المصطفوية

ص: 568

جزء، وآخر كبير، وآية الكرسي جزء، وسيرة الحلّاج «1» جزءان، وتحريم أدبار النساء صغير وآخر ضخم، وكتاب الكبائر ثلاثة كراريس، وجزء في الشفاعة، وجزءان في صفة الجنة، وجزء في حديث القهقهة، طرق حديث ينزل ربنا، طرق حديث الطير، طرق من كنت مولاه، ما تصح به التلاوة ثلاثة أجزاء، مسألة الاجتهاد، مسألة خبر الواحد، التمسك بالسنن، التلويح بمن سبق ولحق، معرفة آل منده «2» ، أهل المائة عام، مهم تقييد المهمل، مختصر في القراءات، الوصية العفيفية، اللآلي السفطية في الليالي الغوطية مجلد، هالة البدر إلى أهل بدر، مسألة السماع جزء، ومسألة الخميس، ومسألة الغيبة، جزء، الخضاب جزء أربعة تعاصروا، ومسألة الوعيد، وكتاب الموت وما بعده، رؤية الباري.

وأما ما اختصره من الكتب الكبار، فكتاب السنن الكبير للبيهقي «3» في

ص: 569

مقدار النصف مع المحافظة على المتون، واختصر المدخل إليه، واختصر الروض الأنف واختصر من تهذيب الكمال تجريد الأسماء، عمله عشر طبقات، وكتابا سماه تذهيب التهذيب، واختصر منه الكاشف مجلد، واختصر الفاروق وهذّبه، واختصر الرد على ابن طاهر «1» ، وكتاب جواز السماع لجعفر الأدفويّ «2» .

واختصر المحلّى لابن حزم «3» في ثلاث مجلدات ونصف سماه المستحلى، واختصر المستدرك للحاكم «4» ، واختصر الأطراف في مجلدين، واختصر تقويم البلدان لصاحب حماه.

وأما ما خرّجه لكبار شيوخه من المعاجم الكبار والصغار فينيف على

ص: 570

العشرة، وخرّج لنفسه معجما مرتين ومعجما لطيفا منقى، وغالب مصنفاته موشحة بمروياته.

قال وعملت عدة تواليف في السنّة والعرش أخفيتها خوف الفتن والأهواء «1» .

هذا ما حضرني من كتبه،/ (ص 233) وبه تمام حفاظ المشرق، وسحب هذا النوء المغدق، ولا أعرف معه آخر فأذكره، وأشهده محفل هذا الكتاب وأحضره.

ص: 571