الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العنبر «1» ، ويجيء منه الشكر لاط «2» المنوّع، الذي لا يوجد في غير جزائر القطر العربي، والمصطكا والزعفران «3» المنقول إلى الآفاق، وبه الدّمنج الأفرنتي وأين هو ومتى يوجد؟
[العقاقير]
وبه أنواع من العقاقير النافعة، والكتان المعدوم المثل إن صح أن مصر في القسم الغربي، على أن الهند والصين ومواضع من فارس بها الزعفران وبأودية سرنديب «4» البلور، وقد وردت من (ص 22) الآيات والأخبار النبوية في فضل المغرب وجنده، ما جاء مثله أو أزيد في مواضع بالشرق كمكة والمدينة والقدس والشام واليمن، وسنورد في كل موضوع ما يليق به، ونذكر في خصائص كل أرض ما بها،
[بعض ما في المغرب مما سبق]
ولا ننكر أن بالغرب سادة أجلاء، وأئمة فضلاء، من ذوي العلم والحكمة، وأجادوا في النحو والأدب، ومنهم الصلحاء الأفراد، وفيهم بقايا المسكة في الدين، والتشدد في الحق «5» . ولقد كان للأندلس بأهله حلية كأنما شعشعها الأصيل بذهبه، أو حلّاها الأفق بدرره، أو حيّاها النهار بشمسه، وحيّاها الليل بقمره، زمان بني أمية بقرطبة «6» ، وملوك الطوائف بعدهم «7» ،
وأكثر ما أعنى بني عبّاد «1» بإشبيلية، فلقد كان الأدب بهم غضا جديدا، والإحسان طارقا تليدا، فشتت الدهر جمعهم، وطمس آثارهم، وبدلهم بعبّاد الصليب، والكنائس بالمساجد، والمذابح بالمحاريب «2» ، والله يؤيد من يقوم لاسترجاع هذه الضالة، وانتزاع هذه الأخيذة «3» ، إنه على ما يشاء قدير.
وأما بر العدوة الآن فهو على ما تقدم تفصيل حاله في موضعه، من اتساع الرقعة، وعظم السلطان، وكثرة العساكر والجيوش من شجعان الرجال، المعدود كل واحد منهم بزجال «4» ممن لا يقص بهم للغرب جناح، ولا يقصر طماح «5» ، وإن لم يكن كالشرق في اليسار، ولا هو من الطائر قادمته اليمين، فهو قادمته اليسار، وفيما ذكرناه كفاية.