الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم
10- نافع بن عبد الرحمن الليثي أبو رويم المقرئ
«1» نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم أبو رويم «2» المقرئ المدني، أحد السبعة الأعلام، وأوحد من له أثر في الإسلام بقراءة حرر مناهجها، وحقق بأداء الحروف مخارجها، وكان أخضر الجلدة من بيت العرب «3» ، مسكي الطينة إذا فاح طيبه، لا عجب كان ذا سواد «4» آذن بسؤدده، وأتباع تدل كثرتها على تفرده، وروي أنه كان يتضوع شذا المسك من كلمه «5» ، ويفوح طيبا وما مسه سوى أن رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في فمه «6» ، وحسبه به طيبا لا يحادثه الدهر بغيره، وروية رآها بعين بصيرته لما فاته أن يراها بعين بصره «7» . قرأ على طائفة من تابعي
أهل المدينة «1» .
قال أبو قرة: سمعته يقول: قرأت على سبعين من التابعين «2» . وأقرأ الناس دهرا طويلا، وقرأ عليه خلق كثير، منهم من قرأ عليه، ومنهم من أخذ عنه الحروف.
قال مالك بن أنس: قراءة نافع سنّة، وهو إمام الناس في القراءة «3» . روى أبو خليد الدمشقي عن الليث بن سعد أنه قدم المدينة سنة عشر فوجد نافعا إمام الناس في القرآن لا ينازع. والمحفوظ عن الليث أنه قال: قدمت المدينة سنة ثلاث عشرة» .
وقال أحمد بن هلال المصري: قال لي الشيباني: قال لي رجل ممن قرأ على نافع: إن نافعا كان إذا تكلم شمّ من فيه رائحة المسك. فقلت له: يا أبا عبد الله أو يا أبا رؤيم: أتتطّيّب كل ما قعدت تقرئ؟ قال: ما أمس طيبا، ولكني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في فيّ. فمن ذلك الوقت أشم من فيّ هذه الرائحة «5» .
وقال نافع: قرأت على هؤلاء فنظرت إلى ما (ص 88) اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته، وما شذ فيه واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة. وقال قالون:
كان نافع لا يهمز همزا شديدا «6» ، ويمد ويحقق القراءة «7» ، ولا يشدد، ويقرب