الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله، على معنى التأكيد، وذلك أنه كان له اتصال ببني عبيد «1» .
توفى في سابع صفر سنة تسع وأربعمائة، وكان له جنازة عظيمة، تحدث بها الناس، ونودي له: هذا نافي الكذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم
124- أبو طاهر الأصبهاني واسمه أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن سلفة الأصبهاني
«2» صدر الدين، أحد الحفاظ المكثرين، أتى مصر، ومذهب الإسماعيلية «3» بها قد أخذ على كل مذهب، وأخذ بكل مذهب/ (ص 244) ، وعقارب تلك العقائد المسمومة قد دبّت في تلك الأقطار، وضلال تلك الأفاعي المساورة «4» قد تمكنت في تلك الديار، وقد أميت علم الحديث والتاريخ والنسب، وأفيت «5»
في فايت الحقب، وجعل إلى أذية «1» من عرفه أو قال به أعظم سبب بأضعف سبب، ليحفوا «2» تلك الأنساب الدعية المدخولة، ويطيروا بقوادم تلك الأحساب الوضيعة المرذولة، فقام مشمرّا للعزائم مجاهرا لا ترده اللوائم، حتى أحيا ميت السّنّة، وأمات حيّ البدعة، وفعل ما شكر الله له والإسلام عليه صنعه، وكأنما كان ممهّدا لبني أيوب «3» ومقدما لمآثرهم التي أقسمت الأيام أنها بمثلها لا تؤوب.
رحل في طلب الحديث ولقي أعيان المشايخ، وكان شافعي المذهب، ورد بغداد واشتغل بها على الكيا الهرّاسي «4» في الفقه، وعلى أبي زكريا «5» يحيى
التبريزي اللغوي في اللغة، وجاب البلاد وطاف الآفاق، ودخل ثغر الإسكندرية سنة إحدى عشرة وخمسمائة، وأقام به، وقصده الناس من الأماكن البعيدة، وسمعوا عليه وانتفعوا به، ولم يكن في آخر عمره في عصره مثله، وبنى له العادل أبو الحسن عليّ بن السلّار «1» وزير الظافر «2» صاحب مصر سنة ست وأربعين وخمسمائة مدرسة بالثغر المذكور، وفوّضها إليه، وهي معروفة به إلى الآن، وكتب الكثير، وأماليه وتعاليقه كثيرة، ومولده سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة تقريبا بأصبهان، وتوفي ضحوة نهار الجمعة، وقيل ليلة الجمعة خامس شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين وخمسمائة بالإسكندرية.