الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكر الأهوازي في الإيضاح ستة وأربعين نفسا أخذوا القرآن عن ابن عامر «1» .
ولي ابن عامر قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني وكان على نظر جامع دمشق. وقال يحيى بن الحارث: كان ابن عامر قاضي الجند، وكان رئيس المسجد لا يرى فيه بدعة إلا غيره «2» . وقال الهيثم بن عمران كان رأس المسجد بدمشق زمن عبد الملك، ومن بعده عبد الله بن عامر. وكان يغمز في نسبه «3» ، فجاء شهر رمضان فقالوا: من يؤمنا؟ فذكروا المهاجر بن أبي المهاجر، فقيل ذلك مولى ولسنا نريد أن يؤمنا مولى. فبلغت سليمان بن عبد الملك، فلما استخلف بعث إلى المهاجر فقال: إذا كان أول ليلة من رمضان فقف خلف الإمام فإذا تقدم ابن عامر فخذ بثيابه واجذبه وقل له تأخر فلن يتقدمنا دعيّ، وصلّ أنت يا مهاجر ففعل «4» . توفي ابن عامر سنة ثمان عشرة ومائة «5» .
(ص 79) ومنهم
5- عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان أبو معبد الكناني الداري المكي
«6»
مولى عمرو بن علقمة الكناني «1» ، إمام المكيين في القراءة، أصله فارسي إلا أنه عجميّ أتقن الكتاب العربي حفظا وأداء. وأجاد فيه قراءة وإقراء، وكان بمكة المعظمة إمام حرمها، وغمام كرمها، وتصدر لإقراء القرآن الكريم في أول بقعة نزل بها، وصدع بنوره جنح غيهبها «2» ، فامتد بها مشرعة «3» حيث نبع، وتلألأ في جوانبها فجره حيث انصدع، وكان حول الكعبة البيت الحرام مدارس آياته، ومدار منطقته حلق «4» جماعاته، لوجيء إلى زمانه جدّه زاذان لا زدان «5» ، وحل محل سيف يزن «6» في غمد غمدان «7» .
قرأ على عبد الله بن السائب المخزومي ومجاهد ودرباس مولى ابن عباس «8» ، وتصدر للأقراء، وصار إمام أهل مكة في ضبط القرآن. قرأ عليه أبو عمرو بن
العلاء، وخلق «1» . قال سفيان رأيته يخضب بالصفرة، ويقصّ للجماعة، وكان فصيحا بليغا مفوها، أبيض اللحية، طويلا جسميا، أسمر أشهل العينين، عليه سكينة ووقار «2»
، وكان داريا بمكة وهو العطار. وهو من أبناء فارس، الذين بعثهم كسرى إلى صنعاء، فطردوا عنها الحبشة «3» .
قال سفيان بن عيينة حضرت جنازة عبد الله بن كثير سنة عشرين ومائة.
وقال ابن سعد سنة اثنتين وعشرين، وقيل عاش خمسا وسبعين سنة «4» . وبعض القراء يغلط ويورد هذه الأبيات لعبد الله بن كثير «5» :[المتقارب]
بنيّ كثير كبير الذنوب
…
ففي الحلّ والبلّ «6» من كان سبّه
وإنما هي لمحمد بن كثير أحد شيوخ الحديث بعد المائتين، والله أعلم «7» .
ومات شيخه عبد الله بن السائب بعيد السبعين، وقد قرأ على أبي بن كعب، وقرأ مجاهد على ابن عباس.