الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تلافيه «1» ، وأعرض عنه من هو أعلم بما فيه، واجعل أكثر همومك الاستعداد للمعاد، والتأهب لجواب الملك الجواد، فإنه يقول فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ
«2» ومهما وجدت من همتك قصورا، أو استشعرت من نفسك عما يذللها نفورا، فاجأر «3» إليه، وقف ببابه واطلب منه، فإنه لا يعرض عمن صدق، ولا يعزب عن علمه خفايا الضمائر أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ
هذه نصيحيتي إليك، وحجتي بين يدي الله إن فرطت عليك، أسال الله لي ولك قلبا شاكرا، ولسانا ذاكرا، ونفسا مطمئنة بمنه وكرمه.
ومنهم:
171- علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام
«4» ابن يوسف بن موسى بن تمام من حامد بن يحيى بن عمرو بن عثمان بن علي ابن مسوار بن سليم الأنصاري الخزرجي السبكي ثم المصري الشافعي حجة المذاهب، مفتي الفرق، قدوة الحفاظ، آخر المجتهدين قاضي القضاة تقي الدين أبو
الحسن صاحب التصانيف، التقي، البر العلي القدير سميّ العلي كرم الله وجهه، الذي هو باب العلم «1» ، ولا غرو إن كان هو المدخل إلى ذلك الباب، والمستخرج من دقيق ذلك الفضل هذا اللباب، والمستمير «2» من تلك المدينة التي ذلك الباب بابها، والواقف عليها مع سميّه فذاك بابها وهذا بوّابها، بحر لا يعرف له عبر «3» وصدر لا يدخله كبر، وأفق لا تقيسه كف الثريا بشبر، وأصيل قدره أجلّ مما يموه به لجين «4» النهار ذائب التبر «5» / (ص 324) إمام ناضح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنضاله «6» ، وجاهد بجداله، ولم يلطخ بالدماء حد نصاله «7» ، حمى جناب النبوة الشريف بقيامه في نصره، وتسديد سهامه للذب عنه من كنانة مصره «8» ، فلم يخط على بعد الديار سهمه الراشق «9» ، ولم تخف
مشام «1» تلك الدسائس فهمه الناشق «2» ، ثم لم يزل حتى نقّى الصدور من شبه دنسها، ووقى من الوقوع في ظلم حندسها «3» ، قام حين خلّط على ابن تيمية «4» الأمر، وسوّل له قرينة الخوض في ضحضاح «5» ذلك الجمر، حين سد باب الوسيلة «6» ، يغفر الله له لا حرمها، وأنكر شد الرحال لمجرد الزيارة «7» لا واخذه الله وقطع رحمها، وما برح يدلج ويسير حتى نصر صاحب ذلك الحمى الذي لا
ينتهك نصرا مؤزرا، وكشف من خبء الضمائر في الصدود عنه صدرا موغرا، فأمسك ما تماسك من باقي العرى، وحصل أجرا في الدنيا يسمع، وفي الآخرة يرى، حتى سهّل إلى زيارة صاحب القبر عليه الصلاة والسلام وقد كادت تزورّ «1» عنه قسرا، صدور الركائب وتجر قهرا، أعنة القلوب وهن لوائب «2» بتلك الشبهة التي كادت شرارتها تعلق بجذام الأوهام، وتمد عيهب «3» صدها صدأ على مرايا الأفهام، وهيهات كيف يزار المسجد ويجفى صاحبه أو يخفيه الإبهام، أو تذداد المطي عنه وهي تتراشق «4» إليه كالسهام، ولولاه عليه الصلاة والسلام لما عرف تفضيل ذلك المسجد، ولا تم إلى ذلك المحل تاميل المغير ولا المنجد، ولولاه لما قدس الوادي، ولا أسس على التقوى مسجد «5» في ذلك النادي، وكذلك قبلها شكر الله له قام في لزوم ما انعقد عليه الإجماع وتعد الظهور بمنلفته على الأطماع، ومنع في مسألة الطلاق أن يجري في الكفارة مجرى اليمين «6» ، وأن يجلى في صورة إن/ (ص 325) حققت لا تبين، خوفا على محفوظ الأنساب، ومحظوظ الأحساب، لما كانت تؤدي إليه
هذه العظيمة، وتستوي عليه هذه المصيبة العميمة، وصنف في الرد في هاتين المسألتين كتابيه، بل جرد سيفه وأرهف ذبابيه «1» ، ورد القرن «2» وهو ألد «3» خصيم، وشد عليه وهو يشد غير هزيم «4» ، وقابله وهو الشمس التي تعشي الأبصار «5» ، وقاتله وكم جهد ما يثبت البطل لعلي وفي يده ذو الفقار «6» .
[الكامل]
وتطاعنا وتواقفت خيلاهما
…
وكلاهما بطل اللقاء مقنع
وما زال حتى تفصدت «7» الصفاح «8» ، وتقصفت «9» الرماح وتحيّفت «10» الكلم الأدلة، وجف القلم حتى لم يبق فيه بلّة، وانجلت
غياهب «1» ذلك العشير تبرق فيه صفحات الحق السوب «2» ، والحظ السعيد النبوي، والنصر المحمدي، إلا أنه بالفتوح العلوي، بجهاد أيّد صاحب الشريعة وآزره، ورد على من سد باب الذريعة وخذل ناصره، وأمضى يسابق إليه مرمى طرفه، جواد جرى على أعراقه «3» ، وجاء على أثر سبّاقه، من عصابة الأنصار حيث تعرف في الحب التليد «4» ، وتدخر شرف النسب للمواليد، وتصغّر عظائم الأخبار، وتصعّر «5» هامة «6» كل جبار، وتنثر ذو عابة يعرب على كتف شرفها، وتركز عصابة المجد المؤثل «7» لسلفها، ولله أوس آخرون وخزرج، لابل هو والله ممن تشيدت به حصونهم الحصينة، وحجبت به أن يدخل الدجال لنقاب المدينة «8» ، واستلّه الفقار من بقايا تلك الأسرة في أكرم ظهورها، وأعظم شموسها المجللة للآفاق بظهورها، وأعلى إبائها في مراقي الشريعة درجا، وأسرى في أرجاء طيبة الطيبة أرجا، وأحوى لعلومها أشتاتا «9» ، ولعلوها في أسانيد
العوالي أثباتا،/ (ص 326) ولحنوها على من نزل بها فيما هو أدفأ وأكنّ أبياتا، وأسكن محافلها «1» من الأسرار، وأطلع في أفق جحافلها «2»
من الأقمار، نبوغ من مطلع الصحابة «3»
رضي الله عنهم ونزع به عرقه إلى التابعين «4»
لهم بإحسان وهو مثلهم إن لم يكن منهم، ثم خرج من بيت الوزارة حيث تتقاصر النجوم وتتناصر ثم تتناصف الخصوم، وتخفض أعناق الغيوم، وتجري رحضاء «5»
البرق كأنه محموم، وتحضر أندية الأفق وسهيل قد نبذ بالعراء كأنه ملوم «6»
، ويسري هودج النجم وكأنه برسن «7»
الجوزاء مزموم «8»
، ويبارى صدر صدره الليل فيرتد حنقا ولو ألقى في تياره لما استطاع أن يقوم، وتتطاير زبد شهبه ويتنغش «9»
سحره كأنه مظلوم، ويظهر على آخر فجره ثم يخفي كأنه غيظ مكظوم، ويضاهي مرآة الضوي النهار وأنى له ووجه صباحه كأنه من حمرة الشفق ملطوم، وهبدل ألفا مثل دينار شمسه لما بلغ ما يروم، وبرز في طلب العلم حتى أسكت لسان كل متكلم، وأمات ذكر كل متقدم، وأحيا أمامه الشافعي
بنشر مذهبه، ونصر ذي النسب القرشي في علياء رتبه، وقام بالاحتجاج لإمام بني المطلب في الائتمام بشريعة سيد بني عبد المطلب، وإقامة الحجة في سبب تقديمه، وحسب ما أحرز في حديثه مضافا إلى قديمه، يحتج لقوليه ويحيل كتف مذهبه الممنع من طريقه، حتى أضحت تسفر له وجوهه سافرة الثغب «1»
، ظاهرة المحاسن من وراء الحجب، لا ترد الهيم «2»
إلا حياضه، ولا يفد المسيم «3»
إلا رياضه، حتى تفرّد والزمان بعدد أهله مشحون، والعصر بمحاسن نبيه مفتون، وساوى أهل مصر قاطبة، واستوطنها وضرتها الشام له خاطبة/ (ص 327) وكان بها لدين يقيمه، ويقين يديمه، وتقى هو وصفه، وعلى أراد مطاولته الطور وما هو نصفه، وقطع بها مدة مقامه في علم ينشره، وحق ينصره، وضالّ يهديه، وطالب يجديه، وسنّة يؤيّدها، وبدعة في دكادك «4»
الخذلان يلحدها، وزيغ يقوّم منماده، وزيف يعجّل انتقاده، وطريقة سلف ما عداها، وحقيقة صلف «5»
ما أنكرتها عداها، وفتاو يعتمد عليها فقهاء الآفاق ويستند إليها علماء مصر والشام والعراق، وتصانيف هي جادّة السبيل ومادة الدليل، وتصدّ الأضاليل، وتردّ الأباطيل، وترد على العلماء فغاية المجيد أن يستحضر ما حوته من نقول، أو
يمتد إلى أن يعدّ نفيسه معه فلا يزيد على أن يكتب تحت خطّه كذلك أقول، ثم ولي قضاء الشام فزان عطله «1»
وأزال خطله «2»
، وأصلح فاسده، ونفّق كاسده، وتوقل «3»
ذروة منصبه حتى لا يمتطي السنام، ولا يستصلح الأنام، ولا يوجد المؤهّل واحد في مصر ولا شامه في الشام، فحكم بسيرة العمرين «4»
في الإنصاف، وحكى صورة القمرين في الأوصاف، وانتهت إليه مشيخة دار الحديث بالاستحقاق فوليها، وعرّضت له أخواتها فما رضيها، وتدارك العلم ولم يبق منه إلا آخر الرمق «5»
، وصان المذهب، وماله وجه إلا ظاهر الرهق «6»
، وانتاش «7»
الطلبة من مراقد الخمول، ومقاعد الونى «8»
عن أوابل الحمول «9»
،
حتى نفضت كواكبهم عن مقلها الكرى، ورفضت سحائبهم إلا مواصلة السرى إلى أن كثر العلم وطالبه، وعدّ ذو الفضل وصاحبه، بكرم لله درّه ما أغزره، وجود ما أقل لديه جدا البحر وما أنزره، لو عاصره حاتم وهو (ص 328) في الكرم لما ذكره، أو كعب بن مامة «1»
وقد سمع حتى يخص جناحه لما شكره، بندى يغص به البحر شرقا، ويتفصّد جبين السحاب عرقا، ويتهيبه البرق فترتعد فرائصه فرقا، ويخشى صوائبه الرعد فيتعوّذ ولا تنفعه الرقى، هذا كله وهو بعض ما في كرم سجاياه، وأقل ما في كثير مزاياه، هذا إلى جبين كالهلال، ووقار عليه سيماء الجلال، وأدب أعذب في القيل من الماء الزلال، وأطيب في المقيل من برد الظلال، بنوادر أحرّ من الجمر، وألعب بالعقول- استغفر الله- من الخمر، حذا على طريق سلفه العرب ما قصّرت عن مداه الأوائل، واستجدت من نداه النائل، وطرّف علمه منه بمقدار ما أعانه على التفسير الذي أسكت عارضة كلّ قائل، وغير هذا من انتزاع المثل وإقامة الدلائل، ثم سرح إلى حيث يسرح الطرف ويذوب الظرف، ويلمّ بنادي المتيميّن، وينزل بوادي سّلف أهل الصبابة المغرمين، ويخالط تلك العصابة في كيسها، ويذكر حديث ليلى وقيسها، لطائف لو أنها لأهل ذلك الزمان السالف لما قالوا الأسمار إلا في طرائف طرائفها، ولا قالوا في سمرات الحيّ إلا في ظل وارفها، ولا زادوا من ربيع ابن أبي ربيعة إلا بعض زخارفها، ولا عدوّا جميلا إلا ما نشر من فضل مطارفها، ولا رجعوا عنها إلى مذهب جرير في أوبة، ولا ختموا غزل الأناشيد بتوبة، كل ذلك تطرّف أدب غض الجنى ليس منه إلا إطراب السامع، وتنويع مالا إثم فيه إذا قيل في فضله الجامع، هو والله الجامع الذي لا تضاهى بيوت عبادته المساجد، ولا تساهر مقل قناديلها (ص 329) طرفة الهاجد، ولا تضم ضلوع محاريبها مثل صدره، ولا يشتمل أحناء عقودها
مثل سرّه، بسيرة زينها العفاف فما تدنست صحف أيامها وأقنعها الكفاف، فما رأت ما زاد عليه إلا من آثامها، وقد عادت دمشق به معمورة الندية، مأثورة الأنحية، باهرة العلماء، ظاهرة بزينة نجوم السماء، ماضية على منهج القدماء، قاضية على سواها بأن العلم فيها بالحقيقية وفي غيرها بالأسماء، وها هو اليوم- والله يبقيه- خير من أظلته خضراؤها، وصغرت لدى قدره الجليل كبراؤها، قد ملك أهواء القلوب المتنائية، وساق بعصاه سوائم شرّدها المتقاصية، واستوسق به أمر الشام لعليّ وكان لا يطيع إلا معاوية، مولده سنة ثلاث وثمانين وستمائة وسمع من الحافظ أبي محمد الدمياطي وطبقته، وبالثغر من يحيى بن الصواف وأقرانه، بدمشق من ابن مشرّف وابن الموازيني، وبالحرمين «1»
، وكانت رحلته إلى دمشق سنة سبع وسبعمائة، وقرأ الروايات على تقي الدين الصائغ، وصنّف التصانيف المتقنة، انتهت إليه رئاسة العلم في القراءات والحديث والأصلين والفقه، وخرج له الإمام شهاب الدين الدمياطي «2»
معجما كبيرا، وقصده به بدمشق، فحدث به بالكلاسة من جامع دمشق بحضره الحافظين أبي الحجاج المزي وأبي عبد الله الذهبي وجماعة من أعيان العلماء (ص 330) وأنشدني له تذييلا على قول عبد القاهر الجرجانيّ:[الوافر]
طلبت من الحبيب زكاة حسن
…
على صغر من القمر البهيّ
فقال وهل على مثلي زكاة
…
على رأي العراقيّ الكميّ
فقلت: الشافعي لنا إمام
…
وقد فرض الزكاة على الصبيّ
والذي قاله ذيلا على هذا. [الوافر]
فقال اذهب إذن فاقتصّ زكاتي
…
بقول الشافعي من الوليّ
فقلت له فديتك من فقيه
…
أيطلب بالوفاء سوى المليّ
نصاب الحسن عندك ذو امتناع
…
بلحظك والقوام السمهريّ
فإن أعطيتنا طوعا وإلا
…
أخذناه بقول الشافعيّ
قلت ولما وقع إليه ما صنّفه ابن تيمية في مسألة الطلاق، وجده قد أكثر ذكر/ (ص 331) ليلى ويمنها وردد ذكرها في غير موضع فلما ردّ عليه قال:[البسيط]
في كل واد بليلى واله شغف
…
ما إنّ زال به من مسها وصب
ففي بني عامر من حبّها دنف
…
ولابن تيمية من عهدها شغب
وأراد بعهد ليلى ظاهرا ما هو له وباطنا يمينها واليمين العهد.
ومن تصانيفه: الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم، شفاء السقام في زيارة خير الأنام، إبراز الحكم من الحديث رفع القلم، السيف المسلول على من سبّ الرسول، تكملة المجموع في شرح المهذب في الفقه، الابتهاج في شرح المنهاج في الفقه، التجير المذهب في تحرير المذهب ولم يتمه، التحقيق في مسألة التعليق، رافع الشقاق عن مسألة الطلاق، وكلاهما في الرد على الشيخ تقي الدين ابن تيمية، منبه الباحث عن حكم دين الوارث، الرياض الأنيقة في مسألة الحديقة، أمثلة المشتق، إحياء النفوس في إلقاء الدروس، كشف القناع عن حكم الامتناع، ضوء المصابيح في صلاة التراويح، واختصره مرات، أحكام كلّ وما عليه تدلّ، القول الموعب في القضاء بالموجب، المناسك، المناسك الصغرى، منتخب طبقات الفقهاء، القراءة خلف الإمام، المناسخات، تلخيص التلخيص وتاليه، الرد على الشيخ زين الدين ابن الكناني، المناقشات المصلحيّة، جواب سؤال على ابن عبد
السلام، كشف اللبس، منتقى من المكمل، نقد الاجتماع والافتراق، بيع المرهون في غيبة المديون، بيان حكم الربط في اعتراض الشرط على الشرط، نور الربيع من كتاب الربيع، الرقم الإبريزي في شرح مختصر التبريزي في الفقه، رفع الحاجب عن مختصر ابن حاجب في الأصول، الإبهاج في شرح المنهاج في الأصول، فصل المقال في هدايا العمال، عقود الجمان في عقود الرهن والضمان، طليعة الفتح والنصر في صلاة الخوف والقصر، كشف الغمة في ميراث أهل الذمة/ (ص 332) التهدّي إلى معنى التعدي، حسن الصنيعة في أحكام الوديعة، الطوالع المشرقة في الوقف على طبقة بعد طبقة، الغيث المغدق في ميراث ابن المعتق، السهم الصائب في قبض دين الغائب، الاتساق في بقاء وجه الاشتقاق، العارضة في البنية المعارضة، قطف النور في مسائل الدور، الكلام على قوله (ما لم تمسوهنّ) وأما غير ذلك مما بسط فيه الكلام في المسائل المفردة، وأجوبة الفتاوى وغير ذلك فيزيد على ثلاثين مسألة، نفع الله بذلك.
آخر السّفر الخامس من كتاب مسالك الأبصار ويتلوه في السفر السادس إن شاء الله تعالى.
وإذ قد ختمنا فقهاء المحدثين بالجانبين، ولم ندع منهم زينة مشرق ولا مغرب، ولا مطلع هلال ولا كوكب الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا.
حسبنا الله ونعم الوكيل «13»