الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال عاصم: من لم يحسن من العربية إلا وجها واحدا لم يحسن شيئا «1» .
وقال حفص بن سليمان: قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأتها على أبي (ص 83) عبد الرحمن السلمي، وما كان من القراءة التي أقرأت أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش عن ابن مسعود «2» .
وقال ابن عياش لم يكن عاصم يعد (ألم) آية ولا (حم) آية، ولا (كهيعص) آية، ولا (طه) ولا نحوها آية «3» .
توفي في آخر سنة سبع وعشرين ومائة، وقيل سنة ثمان وعشرين ومائة، فلعله في أولها. وكانت وفاته في الكوفة رحمه الله «4» .
ومنهم
8- حمزة بن حبيب الزيات
«5» حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل أبو عمارة الكوفي الزيات «6» ، أحد
السبعة «1» ، مولى آل عكرمة بن ربعي التيمي «2» . إمام أنس بالقرآن، وغرس في القلوب شجراته المثمرة الأفنان، وتحلى بالعفاف، وتخلى إلا عما يقوم به من الكفاف، قنع بما يقتات به من ربحه متّجرا، وبما تفيأ يجرّ له من فضل التقى مئزرا «3» . ذو معرفة بالفرائض لا يخطئ في الذهن فرضه «4» ، ومعارض لا يخطف الأبصار إلا ومضه، يغنيك فهما بشرق فجره، وعلما يغرق بحره، وهو حجة أهل الكوفة في القراءة، وفي علم كتاب الله وما وراءه، ناهيك به علما فردا، وواحدا تجاوز حدا. وفريدا جاء من معجز القرآن بما يتحدى «5» .
ولد سنة ثمانين وأدرك الصحابة بالسّن، فلعله رأى بعضهم «6» ، وقرأ القرآن عرضا على الأعمش، وحمران بن أعين ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم «7» ، وتصدر للإقراء مدّة، وقرأ عليه عدد كثير، منهم: أبو الحسن الكسائي «8» ، وحدّث عن خلق، وحدث عنه أمم، وكان إماما حجة
قائما «1» بكتاب الله، حافظا للحديث، بصيرا بالفرائض والعربية «2» ، عابدا خاشعا، قانتا لله، ثخين الورع، عديم النظير، وكان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان، ويجلب من حلوان أعواضه إلى الكوفة «3» ، قال أبو عبيد (ص 84) :
حمزة هو الذي صار أهل الكوفة إلى قراءته، من غير أن تطبق عليه جماعتهم.
وقال شعيب بن حرب: أمّ حمزة الناس سنة مائة «4» ، ودرس عليه سفيان الثوري القرآن أربع درسات «5» .
وقال حمزة: ولدت سنة ثمانين وأحكمت القرآن ولي خمس عشرة سنة.
وقال مندل «6» : إذا ذكر القرآن فحسبك بحمزة في القرآن والفرائض «7» .
وقال عبد الله العجلي: كان حمزة سنة يكون بالكوفة وسنة بحلوان فختم عليه رجل من أهل حلوان من مشاهيرهم، فبعث إليه بألف درهم، فقال لابنه:
كنت أظن لك عقلا أنا آخذ على القرآن أجرا؟ أنا أرجو على هذا الفردوس!!
وقال خلف بن تميم: مات أبي وعليه دين، فأتيت حمزة ليكلم صاحب
الدين. فقال: ويحك إنه يقرأ عليّ القرآن، وأنا أكره أن أشرب الماء من بيت من يقرأ علي.
وقال حسين الجعفي: ربما عطش حمزة فلا يستسقي كراهية أن يصادف من قرأ عليه.
وقال جرير بن عبد الحميد: مرّ بي حمزة فطلب ماء فأتيته به فلم يشرب لكوني أحضر القراءة عنده «1» .
وقال أبو حنيفة لحمزة: شيئان غلبتنا عليهما، لسنا ننازعك فيهما: القرآن والفرائض «2» .
وروى مسلم في صحيحه عن علي بن مسهر قال: سمعت أنا وحمزة من أبان بن أبي عياش خمس مائة حديث أو ذكر أكثر، فأخبرني حمزة بن حبيب قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرضتها عليه فما عرف منها إلا اليسير خمسة أحاديث أو ستة، فتركت الحديث عنه. «3» توفي سنة ست وخمسين ومائة «4» .