الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم:
101- أبو ذر الهروي
«1» واسمه عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفير «2» الأنصاري المالكي «3» ، عرف بابن السماك.
شيخ الحرم، طلع على الكعبة الغراء حيث يطلع سهيل، وأرسى بمكة البطحاء حيث يرسي السيل، وزمزم «4» الحادي له بذكر زمزمها، وزمّ «5» المطي إلى مأزمها «6» ، فاتخذ الله جارا، وأقام ببيته بالبلد الحرام دارا، وكان من أفضل
من ضمه في عصره أخشباها «1» ، وحوته أباطح «2» مكة، ورباها، وأشرقت به تلاع «3» ذلك الوادي حيث لعبت بأعطاف (ص 202) المبان مهات صباها.
سمع بهراة، وسرخس، وبلخ، ومرو، والبصرة، وبغداد، ودمشق، ومصر، وجاور بمكة، وألف معجما لشيوخه، وعمل الصحيح، وصنف التصانيف.
قال أبو بكر الخطيب: قدم أبو ذر بغداد، وأنا غائب، فحدث بها، ثم حج، وجاور، ثم تزوج في العرب، وسكن السروات «4» ، فكان يحج كل عام، ويحدث، ويرجع، وكان ثقة ضابطا دينا.
وقال الحسن بن بقي المالقي: حدثني شيخ قال: قيل لأبي ذر: أنت هروي، فمن أين تمذهبت بمذهب مالك، ورأي الأشعري؟ قال: قدمت بغداد، وكنت ماشيا مع الدارقطني، فلقينا القاضي أبا بكر بن الطيب «5» ، فالتزمه الدارقطني،
وقبل وجهه، وعينيه، فلما افترقنا قلت: من هذا؟ قال: هذا إمام المسلمين، والذاب عن الدين، القاضي أبو بكر بن الطيب، فمن ذلك تكررت إليه، وتمذهبت بمذهبه.
وقال عبد الغافر- في تاريخ نيسابور-: كان أبو ذر زاهدا ورعا سخيا لا يدخر شيئا، وصار من كبار مشيخة الحرم مشارا إليه في التصوف، خرج على الصحيح تخريجا حسنا «1» ، وكان حافظا كثير الشيوخ.
قال: وتوفي سنة خمس وثلاثين، وأربع مائة.
والصواب قول أبي علي بن سكرة أنه توفي في عقب شوال سنة أربع وثلاثين.، وقال الخطيب: في ذي القعدة سنة أربع (مائة) .
ومنهم:
102-
أحمد بن الحسين «1» بن علي بن عبد الله البيهقي
«2» الخسرو جردي «3» الفقيه الشافعي، الحافظ المشهور أبو بكر واحد زمانه، وفرد أقرانه، أجل أصحاب أبي عبد الله الحاكم في الحديث، ثم الزائد عليه في أنواع العلوم، لا بل أنواء «4» الغيوم، لا بل أنداء»
معين الصباح (ص 203) الطافي على حدائق النجوم، تتجلى الشمس لمشابهة علمه المضيء، بما اتفق، ويتسلى
البدر لمشابكة أصله البيهقي فيما يرمى به من البهق «1» ، قام بنصر الشافعي إمامه، ونشر أيامه، وتخريج الحديث الصحيح أدلة على أحكامه، وكان متقللا إلا من الخير ومتعللا باليسير من الدنيا مخفا لسرعة السير، لم يعد طريقة من مضى، ولم يعدّ عليه ما يعاب به في مدة حياته، رحمه الله حتى قضى.
أخذ الفقه عن أبي الفتح ناصر بن محمد العمري المروزي «2» ، وغلب عليه الحديث وأشهر به، ورحل في طلبه إلى العراق والجبال والحجاز، وسمع بخراسان من علماء عصره، وكذلك ببقية البلاد التي انتهى إليها، وشرع في التصنيف، فصنف كثيرا حتى قيل: تبلغ تصانيفه ألف جزء، وهو أول من جمع نصوص الشافعي في عشر مجلدات، ومن مشهور مصنفاته: السنن الكبير والسنن الصغير، ودلائل النبوة، والسنن والآثار، وشعب الإيمان، ومناقب الشافعي، ومناقب أحمد، وكان قانعا من الدنيا بالقليل.
وقال إمام الحرمين «3» : ما من شافعي المذهب إلا وللإمام الشافعي عليه منة إلا أحمد البيهقي فإن له منة على الشافعي، وكان من أكثر الناس نصرا لمذهب الشافعي.
وطلب إلى نيسابور لنشر العلم، فأجاب، وانتقل إليها، وكان على سيرة السلف، وأخذ الحديث عنه جماعة من الأعيان منهم زاهر الشحامي «4» ،