الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعائشة: قال الزهري «1» : أدركت أربعة بحور فذكر منهم عبيد الله المذكور، وقال أيضا: سمعت من العلم شيئا كثيرا، فظننت أني اكتفيت حتى لقيت عبيد الله ابن عبد الله، فإذا كأني ليس في يدي شيء، وقال عمر بن عبد العزيز «2» : لأن يكون لي مجلس/ (ص 257) من عبيد الله أحب إلي من الدنيا، وكان ناسكا، وتوفي سنة ثمان ومائة، وله شعر، فمن ذلك ما أورده له صاحب الحماسة «3» فيها:[الوافر]
شققت القلب ثم ذررت فيه
…
هواك فليم فالتأم الفطور «4»
تغلغل حب عثمة «5» في فؤادي
…
فباديه مع الخافي يسير
توغّل حيث لم يبلغ سراب
…
ولا حزن ولم يبلغ سرور
ولما قال هذا الشعر، قيل له: أتقول مثل هذا؟ فقال: في اللدود «6» راحة المفقود «7» ، وهو القائل لا بدّ للمصدور أن ينفث.
ومنهم
134- خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان أبو زيد الأنصاري
«8» أحد الفقهاء السبعة، والعلماء أهل السمعة، ولد المستأمن على جمع القرآن،
والمستأمر في عظيم هذا الشأن ابن كاتب الوحي، وصاحب الوعي، ما قصّر عن السّبق، ولا تأخر إذ حلّق، ولا انقطع عن ذيل ذلك السلف الذي به تعلّق، ما جحد علوّ قدره إلا من لا يعرف مدارجه، ولا أمّل الرقيّ إليه إلا أنكر معارجه، ولا فضّل عليه سواه إلا ظهر له باطل رأيه، فقال أردت عمرا، وأراد الله خارجة.
قال مصعب بن عبد الله»
كان خارجة بن زيد وطلحة «2» بن عبد الله بن عوف في زمانهما يستفتيان، وينتهي الناس إلى قولهما، ويقسمان المواريث من الدّور والنخل والأموال بين أهلها، ويكتبان الوثائق للناس.
وقال خارجة: والله لقد رأيتنا ونحن غلمان شباب في زمان عثمان، فدفن في مؤخّر البقيع، وقال ابن سعد «3» : قال خارجة: رأيت في المنام كأني بنيت سبعين درجة، فلما فرغت منها تدهورت، وهذه السنة لي سبعون سنة قد
أكملتها، قال: فمات فيها./ (ص 258) قال الواقدي «1» والهيثم «2» بن عدي والجماعة: توفي سنة مائة، وقال الفلّاس «3» : توفي سنة تسع وتسعين، وقال رجاء بن «4» حيوة لعمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين قدم قادم الساعة فأخبرنا أن خارجة بن زيد مات، فاسترجع وصفق بإحدى يديه على الأخرى، وقال:
ثلمة والله في الإسلام.