الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو نصر ابن ماكولا «1» : رأيت كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة، فقيل لي: ذلك يدعى في الجنة الإمام.
ومنهم:
98- محمد بن إسحاق بن محمد بن أبي زكريا يحيى بن منده
»
أبو عبد الله الإمام الحافظ الجوال، محدث العصر، تقاذفت المطي منه بجواب كل تنوفة «3» ، وجوّال كل مخوفة، ونزّال كل وهدة «4» بالماء محفوفة، وطلاع كل بلية بالسماء مكفوفة، حتى كادت تعرض به المهامه «5» ، وتدحض حجج سراه أقطار البر المتشابه، فلم يبق بلد لم يطأها منسمه «6» ، ولا جهة لم يشرق عليها
منسمه، ولا ثغر ناحية لم يقبله في البرق الضاحك مبسمه إلى أن نظم البلاد سلكا، وركب إليها الركائب فلكا، واخترق إليها الفجاج، والرياح قد ألقت جنبها إلى الأرض، وأقبلت تشتكي، أوقرت كتبه الإبل وشق ظهورها، وأملت على الصحف ملء صدورها، وحدث عمن لقي وهيهات أن أحدا يؤبه إليه من أهل الأرض بقي.
ولد سنة عشر وثلاثمائة، وقيل: في التي تليها، وسمع بالبلاد من ألف وسبع مائة شيخ، ولما رجع من الرحلة الطويلة كانت كتبه (ص 198) عدة أحمال حتى قيل: إنها كانت أربعين حملا، وكان ختام الرحالين، وفرد المكثرين مع الحفظ والمعرفة والصدق، وكثرة التصانيف.
وقال الباطرقاني «1» : حدثنا أبو عبد الله إمام الأئمة في الحديث لقاه الله رضوانه.
وقال الحافظ أبو نعيم «2» - في تاريخه «3» -: هو حافظ، من أولاد المحدثين، اختلط في آخر عمره، وتخبط في أماليه، ونسب إلى جماعة أقوالا في المعتقدات لم يعرفوا بها، وهذا قول لا يعبأ به من الحاكم «4» للعداوة المشهورة بينه وبين ابن منده.
وقال عبد الرحمن بن أبي عبد الله «1» : كتب أبي عن أربعة مشايخ أربعة آلاف جزء، وهم: ابن الأعرابي «2» ، والأصم «3» ، وخيثمة «4» ، والهيثم بن
كليب «1» .
وقال جعفر المستغفري «2» : ما رأيت أحدا أحفظ من أبي عبد الله بن منده، سألته يوما: كم تكون سماعات الشيخ؟ قال: تكون خمسة آلاف من- والمن عشرة أجزاء كبيرة-.
وقال أحمد بن جعفر: كتبت عن أزيد من ألف شيخ ما منهم أحفظ من ابن منده.
وقال أبو إسماعيل الأنصاري «3» - شيخ هراة-: أبو عبد الله بن منده سيد أهل زمانه.
وقال الباطرقاني: سمعت أبا عبد الله يقول: طفت الشرق، والغرب مرتين.
توفي في سلخ ذي القعدة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.