الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكانت ولادته سنة إحدى وستين ومائة وسكن آخر عمره بنيسابور، وتوفي بها ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين وقيل سنة سبع وثلاثين ومائتين، وله سبع وسبعون سنة.
ومنهم
155- إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي الفقيه البغدادي أبو ثور
«1» ورد البحر فاستقل السواقي، وظفر بالمنى فهان عليه ما كان يلاقي، وصحب الإمام المعرق في قريش وأنشد:
كلما فات في الليالي المواضي
…
فهو في ذمّة الليالي البواقي
صحب الإمام الشافعي، ونقل الأقوال عنه، وكان أحد الفقهاء الأعلام والثقات المأمونين في الدين، واشتغل أولا بمذهب أهل الرأي، حتى قدم الشافعي العراق، فاختلف إليه واتّبعه ورفض مذهبه الأول، ولم يزل كذلك إلى أن توفي لثلاث بقين من صفر سنة أربعين ومائتين ببغداد، وله الكتب المصنفة في الأحكام جمع فيها بين الحديث والفقه.
ومنهم
156- محمد بن نصر الإمام أبو عبد الله المروزي
«2» أحد الأئمة الأعلام، والأزمّة فيما تمليه الأقلام، ضرب الآفاق في طلب
الحديث/ (ص 284) واغترب لا يقنعه السير الحثيث، ثم لم يرض بمجرد الرواية حتى وصلها بالدراية، وتفقه فيما اتصل به حتى أبرزه علما جليا، ومثّله عيانا مرئيا، ولد ببغداد، ونشأ بنيسابور، وسكن سمرقند وغيرها، وكان أبوه مروزيا.
تفقه أبو عبد الله على أصحاب الشافعي بمصر وعلى إسحاق بن راهويه «1» ، ورحل في طلب الحديث والعلم إلى الآفاق، قال الحاكم «2» : هو إمام الحديث في عصره بلا مدافعة، وقال الخطيب «3» : كان من أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم، وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم «4» : كان محمد بن نصر إماما بمصر فكيف بخراسان. وقال القاضي محمد بن محمد «5» كان الصدر الأول من مشايخنا يقولون: رجال خراسان أربعة: ابن المبارك «6» ، وابن راهويه، ويحيى بن يحيى «7» ومحمد بن نصر: وقال السليماني «8» : محمد بن نصر
المروزي إمام الأئمة الموفق من السماء، له كتاب تعظيم قدر الصلاة، وكتاب رفع اليدين، وغيرهما من الكتب المعجزة، وكان له مال يقارض عليه وينفق عليه من غلته، وكان إسماعيل بن أحمد «1» والي خراسان وأخوه يصله كلّ منهما بأربعة آلاف في السنة، ويصله أهل سمرقند بأربعة آلاف، فكان ينفقها من السنة إلى السنة فقيل له: لو ادخرت لنا منه! فقال: سبحان الله أنا بقيت بمصر كذا كذا سنة قوتي وثيابي وكاغدي وحبري وجميع ما أنفقه على نفسي في السنة عشرون درهما، أفترى إن ذهب ذا لا يبقى ذاك، وقد ذكرت له كرامات، منها ما رواه أبو الفضل محمد بن عبيد الله «2» قال: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: كنت بسمرقند فجلست يوما للمظالم/ (ص 285) وجلس أخي إلى جنبي فدخل أبو عبد الله محمد بن نصر فقمت له إجلالا لعلمه، فلما خرج عاتبني أخي وقال: أنت والي خراسان تقوم لرجل من الرعية، هذا ذهاب السياسة، فبتّ تلك الليلة وأنا منقسم الفكر، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بعضدي، فقال لي: ثبت ملكك وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر، ثم التفت إلى إسحاق وقال: ذهب ملك إسحاق وملك بنيه باستخفافه بمحمد بن نصر. وقال