الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا مقام فتى أضرّ به الهوى
…
قرح الجفون بحسن وجهك لائذ
ولقد أخذتم من فؤادي أنسه
…
لا شلّ ربي كف ذاك الآخذ
فاستعادها المأمون الصوت ثلاث مرات، ثم قال: يا يزيدي أيكون شيء أحسن مما نحن فيه؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال: فما هو؟ قلت: الشكر لمن خوّلك هذا الإنعام الجليل العظيم، فقال: أحسنت وصدقت ووصلني، وأمر أن يتصدّق بمائة ألف، وكأني إلى البدر «1» وقد أخرجت، والمال يفرق «2» .
توفي اليزيدي سنة اثنتين ومائتين، وله أربع وسبعون سنة «3» ، وكان له عدة أولاد فضلاء علماء «4» ، أخذوا عنه، وأخذ عنه أيضا ابن ابنه أحمد بن محمد.
ومنهم
17- يعقوب بن إسحاق بن يزيد بن عبد الله
«5»
ابن أبي إسحاق الحضرمي بالولاء البصري المقرئ، المشهور قارئ أهل البصرة
في زمانه، أبو يوسف أحد القراء العشرة «1» ، وهو المقرئ الثامن، وكان بالبصرة قائما بمعناها، وعامرا لمغناها، يكاثر بعلمه مدّها، ويقادح بفهمه زندها، ويجلّي بقيامه في دياجي الليل مسودّها، يحيي بتهجده موات لياليها، ويصل في مواضع صلاته مساحة نواصيها، يأوي منه إلى أروح من ظلّ نخيلها، ويروى عنه أعذب من نطف سلسبيلها، ينافح طيبها الهندي أرجاه، ويفاخر لؤلؤها البحري ملجاه، ويحدّث عن عجائبه فيها، ما لا يقدر الواصف وإن جهد يوفيها.
قرأ القرآن على أبي المنذر سلّام بن سليمان، وعلى أبي الأشهب العطاردي وغيرهما، وسمع من حمزة الزيات، وجماعة «2» ، وبرع في الإقراء، وكان أقرأ أهل زمانه، وكان لا يلحن في كلامه، وله في القراءات (ص 100) رواية مشهورة منقولة عنه، وكان من بيت العلم بالقراءات والعربية وكلام العرب، والرواية الكثيرة الحروف، والفقه وكان من أقرأ القرّاء، وأخذ عنه عامة حروف القرآن مسندا وغير مسند من قرّاء الحرمين والعراقين وأهل الشام، وغيرهم خلق كثير «3» ، قال أبو حاتم- وهو من بعض تلامذته-: هو أعلم من رأيت بالحروف والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهبه، ومذاهب النحو «4» . وقال أبو القاسم