الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ليال طوال من حذر الإسماعيلية الأدناس، وخوف ما يتوقاه منهم من غوائل البلية، ثم ما زال منذ طهّر مصر من تلك الأدناس، ونظفها من وسخ أولئك الناس، حتى انقاد معها له ما وراءها، وتبعها ما خلفها، وأعاد إليها طلاوة الدين، ورونق الإيمان على أننا لا ننكر لأواخر تلك الدولة المصرية فضلا سلف إلى سلفنا، وقد وردوا إليهم من المدينة الشريفة فأكرموا وفادتهم وأجزلوا صنائع الإحسان إليهم، ولكن الحق أحق أن يتبع، وما على قائل القول الصدق جناح، فرحم الله صلاح الدين، وأصلى نار الكمد قلوب المعتدين. هـ.
[من أحكام المناظرة بين المشارقة والمغاربة]
قال ابن سعيد ومما يتكلم فيه من أحكام المناظرة بين المشارقة والمغاربة- النبوة، وهذا الفخر مسلم للمشرق، وذكر ابن قتيبة «1» في كتاب المعارف أن الأنبياء عليهم السلام مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي، الرسل منهم ثلاث مائة وخمسة عشر، منهم خمسة عبرانيون، وهم: آدم وشيث وإدريس ونوح
وإبراهيم، وخمسة من العرب: هود وصالح وإسماعيل، وشعيب ومحمد.
وغيرهم من بني إسرائيل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين «1» ، وقد عدد صاحب الكمائم «2» مباعث الأنبياء في الأرض، وهي المواضع التي بعثوا فيها، ولم يذكر بالمغرب إلا منف «3» حاضرة مصر، التي بعث فيها موسى عليه السلام لفرعون، ويوسف عليه السلام، ودخلها يعقوب والأسباط ويوشع، وفرت مريم عليها السلام بابنها المسيح إلى البهنسا «4» من أرض مصر، فجمهور مباعث الأنبياء عليهم السلام بالمشرق (ص 48) والفضل العام منه للشام، والخاص لجزيرة العرب بخيرة الرسل صلى الله عليه وسلم، وعليهم أجمعين. ومباعث جزيرة العرب مكة، بعث فيا آدم عليه السلام إلى ولده، وبعده ابنه شيث»
، وبعث بها إسماعيل إلى إخوانه «6» ، وبعث فيها محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر الأزرقي «7» في كتاب مكة أن ما
بين الركن إلى المقام إلى زمزم قبور تسعة وتسعين نبيا، جاؤوا حجاجا فقبروا هنالك «1» . وتفخر المدينة وإن لم تكن مبعثا لنبي بأنها مهاجر سيد المرسلين وخاتم النبيين، ومدفنه صلى الله عليه وسلم. ومبعث هود بالأحقاف «2» ، مما يلي اليمن، وهنالك قبره، ومبعث صالح بوادي القرى بالحجاز، ومبعث شعيب في أرض مدين «3» ، التي تلي أرض مصر والشام.
وقد عدّ الماوردي «4» أنبياء جملة بعثوا إلى أرض سبأ «5» باليمن، وأن أهلها ما نزل بهم العذاب حتى كذبوهم، والرّسّ «6» من جهة عمان مبعث نبي،
وكذلك حضور وعدن وبلاد بني عبس «1» . وأما الشام فالفخر الأعظم منها للبيت المقدس، بناه داود وأتمه سليمان عليهما السلام «2» ، وتوارثه بنوه، وهو كان يجمع أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام. وولد المسيح عليه السلام ببيت لحم «3» ، على مقربة منه، وقبور إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف في المكان
المعروف بالخليل «1» . ومدائن لوط محسوبة من الشام، والبثنيّة «2» من عمل دمشق، موضع أيوب على جميعهم السلام، وبعلبك «3» بعث إليها يحيى بن زكريا عليهما السلام، وبها قتل، ونينوى من بلد الموصل بعث إليها يونس عليه السلام «4» ، وبابل بعث إلى نمرودها إبراهيم عليه السلام «5» . ومواضع الأنبياء والصحابة ورؤوس «6» الصالحين مسلم الفخر الجمهوري فيها للمشرق، وقد كان بالمغرب (ص 49) الأقصى والأندلس من ادعى النبوة مثل صالح البرغواطي «7» ، والمعلم