الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جعفر حين احتضر جاءه أبو حازم ومسيخة فأكبوا عليه يصرخون به، فلم يجبهم، فقال ختنه شيبة: ألا أريكم منه عجبا؟ قالوا: بلى. فكشف عن صدره فإذا دوارة بيضاء مثل اللبن، فقال أبو حازم وأصحابه هذا والله نور القرآن «1» .
قال سليمان فقالت لي أم ولده بعد ما مات: صار ذلك البياض غرة بين عينيه.
وقال نافع: لما غسل أبو جعفر نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف، فما شك من حضر أنه نور القرآن «2» . وتوفي سنة سبع وعشرين ومائة في قول محمد بن المثنى، وقيل سنة ثمان وعشرين، وقال خليفة: سنة اثنتين وثلاثين، وقيل سنة إحدى وثلاثين، وقيل سنة ثلاث وثلاثين عن نيف وتسعين سنة «3» .
ومنهم
7- عاصم بن أبي النجود بهدلة الأسدي
«4» مولاهم الكوفي القارئ الحناط الإمام أبو بكر «5» ، أحد السبعة، وواحد الكل
في السمعة، ما قرأ عليه من حرم، ولا آوى منه إلى عاصم من أمر الله إلا من رحم.
من حاج به أسلت «1» مخاصما، ومن حادّ «2» به كان له من الخطأ عاصما، ذو همز ومد في القرآن لا يجاري البحر مده «3» ، ولا يستطيع البرق من الهمز ما عنده، ولم يكن مثله في نسك، شمّر له إزراره، وزهد غض بصره عن النهار الواضح فلم يرض فيما فضّض الضحى لجينه «4» (ص 82) ولا فيما ذهب الأصيل نضاره «5» ، مع ميل إلى المساجد حيث مر بها عاج «6» بركابه، وانصرف حتى يكون سرا يحني عليه أضالع محرابه، حميت منه أسد بليث عرينها، وغيث قرينها، وناسك حيها الذي تصيب سهام دعائه «7» ، ما أخطأته رواشق النبل أعين عينها «8» .
قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش «9» ، وحدث عنهما وعن غيرهما، وقرأ عليه أبو بكر بن عياش، وأبو عمر البزار وخلق،
واختلفوا اختلافا كبيرا في حروف كثيرة، وتصدى لإقراء كتاب الله تعالى، وانتهت إليه الإمامة في القراءة بالكوفة بعد شيخه أبي عبد الرحمن السلمي «1» ، وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن. وقال أبو إسحاق السبيعي: ما رأيت أحدا أقرأ من عاصم بن أبي النجود «2» ، وقال حسن بن صالح: ما رأيت أحدا قط كان أفصح من عاصم بن أبي النجود، إذا تكلم يكاد يدخله خيلاء «3» . وقال عاصم:
ما قدمت على أبي وائل من سفر إلا قبل كفي «4» . وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن عاصم فقال: رجل صالح، خيّر، ثقة «5» ، فسألته أي القرّاء أحب إليك؟ قال: قراء أهل المدينة فإن لم يكن، فقراء عاصم «6» . وقال عاصم: مرضت سنتين، فلما قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفا «7» وكان عاصم صاحب همز ومد وقراءة شديدة، وسنة ونسك. قال ابن عياش: كان إذا صلى ينتصب كأنه عود وكان عابدا خيرا، أبدا يصلي ربما أتى حاجة فإذا رأى مسجدا قال: مل بنا إليه فإن حاجتنا لا تفوت، ثم يدخل فيصلي «8» ، قال:
ودخلت عليه فأغمي عليه ثم أفاق، فقرأ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ، أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ
«9» فهمز فعلمت أن القراءة سجية منه «10» .