الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على أنواع، كلها حسن جميل وغزال (ص 20) المسك «1» ودابة العنبر «2» ، وقط الرناد «3» وحيوان اللؤلؤ «4» ودود الحرير «5» ، وحسن الخرنوت «6» ، والسرطان البحري «7» ، المجلوب من الصين.
وأما المعادن فكثيرة في الأرض، والذهب موجود في أماكن كثيرة بالجنوب، فبالشرق بالهند وبالدامغان «8» ، وبالغرب في غانة وبلاد السودان. وكذلك معادن الفضة في مواضع وحظ الشمال وافر منه، على أن المحيط يقذف منه ذهبا في بعض الأقطار الشمالية، على ما قدمنا ذكره.
[الجواهر والأحجار]
فأما الجوهر فللشرق معظمه وأثمنه وأعظمه وأحسنه، من البهرمان «9» واليواقيت
على اختلاف أنواعها، والماس واللعل المسمى بالبلخش، والفيروزج وما يندرج في ذلك من الأحجار.
ومن ممتهنات الأحجار: اليشم «13» واليصم، ولو أنصفا لألحقا بالجواهر.
والفولاذ والرصاص القلعيّ.
ومن منابت الشرق العود «1» الهندي، والبلخوج «2» والصندل «3» والكافور «4» والرواند «14» التركي، والجوزبوا والسياسة والكباب «5» واللبان «6» الذي يزيد على الجاوي، والسنبل «7» والقرنفل «8» والفوفل والفلفل، وأنواع الطيب، والأفاويه والعقاقير النافعة، والمفردات التي لا تكاد تحمد، فهل في الغرب ما يضاهي هذه المحاسن؟؟ على أنني سأورد في ذكر كل جانب ما فيه، فإذا تأمله الناظر بعينه، وتدبره بفهمه، علم أنني لم أعدل عن الإنصاف، ولا قلت
بالجزاف، وأي حاجة بنا إلى هذا نعوذ بالله من الجور في الحكم، والميل مع كفة الظلم، وقد قلنا ما بجنوب المغرب من معادن الذهب، وفي بر العدوة معادن الفضة، ولكنه لا يعود لها عائد نفع لكثرة ما يخرج على [قلة]«1» ما يتحصل منها مثل معدن الذهب بالدامغان، وما بين مصر وما يليها (ص 21) من بلاد السودان معدن الزمرد والزبرجد «2» ، وبالهند معدن زمرد وزبرجد وهو الزمرد الذي يسمى المكي، والذي بجهة مصر أفضل، إن صح أن مصر من بلاد المغرب، فهذا مما لا يجحد من فضائلها، لعظيم نفع الزمرد خصوصا الذبابي منه. وما نصت عليه الأطباء، ولكنه وإن عظم نفعا، وغلا قيمة، فإنه لا يبلغ أكثر من قيمة البلخش، أو بعض أنواع اليواقيت، والذبابي ولو غلا ما غلا، وعلا ما علا لا يبلغ قيمة البهرمان، ولا يدانيه في علو الأثمان، فإن قال: بعض المغاربة: فلم لا ذكرت مع هذه المسميات ما عندنا من البلور والمرجان؟ قلنا له: صحيح، ولكن انظر إلى تفاوت الأثمان، فإن تشبّع بما ليس له، وقال: فأين أنت من الزمرد الذّبابي؟ قلنا له: فأين أنت من الياقوت البهرمان؟؟ وهل يضرب إلا به المثل، وتنشق إلا عليه مرارة الزمرد، ويحمرّ خدّ البلحش من الخجل.
ومع ثبوت هذه المحاسن للشرق فما نسلب من المغرب حلله، ولا ننقصه حقه، ولا ندعي ما ليس له. بالغرب، في وقتنا ملك صبّ على عبّاد الصليب، يدرأ في نحور الأعداء، ويجاهد في سبيل الله من جاوره منهم برا وبحرا، والغرب هو أحد جناحي الأرض، وبه من كرائم الخيل والمعادن، ويقذف بحره