الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم
145- يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الحافظ
«1» شيخ الإسلام أبو سعيد الأنصاري النجاري المدني، قاضي المدينة ثم قاضي القضاة للمنصور، المقدّم في سالف العصور، والمقدم على ذلك الليث الهصور، اختاره مثل ذلك الرجل، وأقامه حيث تضرب إليه آباط الأنياق الذلل، وقدّمه في ذلك الجيل، ولحظه بما يستحق من التبجيل، وأخلي له الميدان كيف شاء يجيل، فلهذا رمّ ما فسد، وتم له ما أرضى ذلك الضرغامة الأسد.
حدّث عن أنس بن مالك «2» ، والسايب بن يزيد «3» ، وأبي أمامة ابن سهل «4»
وسعيد بن المسيّب «1» والقاسم بن محمد «2» وخلق، وروى عنه شعبة «3» ومالك «4» والسفيانان «5» والحمادان «6» وابن المبارك «7» ويحيى القطان «8» ، ويزيد ابن هارون»
، وأمم سواهم.
قال أيوب السختياني «1» : ما تركت بالمدينة أحدا أفقه من يحيى بن سعيد، وقال أبو حاتم «2» : ثقة يوازي الزهري «3» ، وقال يحيى بن القطان هو مقدّم على الزهري، اختلف على الزهري، وهو لم يختلف عليه، وقال الثوري: كان من الحفّاظ، وقال سليمان بن بلال، كان يحيى بن سعيد قد ساءت حاله، وأصابه ضيق شديد، وركبه الدّين، فجاءه كتاب المنصور «4» بالقضاء، فوكّلني بأهله، وقال لي: والله ما خرجت وأنا أجهل شيئا، فلما قدم العراق كتب إلي،: والله لأوّل خصمين جلسا بين يدي، فاقتضيا شيئا، والله ما سمعته قط فإذا جاءك كتابي. فسل ربيعة «5» واكتب إليّ بما يقول، واكتم هذا./ (ص 270)
قال سليمان: ولما سار خرجت معه أشيعه، فاستقبله جنازة فتغيّرت فقال لي: يا أبا محمد أراك تغيرت؟! فقلت: اللهم لا طير إلا طيرك، قال والله لئن صدق طيرك لينعشنّ أمري، قال: فما أقام إلا شهرين حتى قضى دينه وأصاب
خيرا، وقال أحمد بن حنبل «1» : يحيى بن سعيد أثبت الناس، وقال يحيى بن أيوب المقابري «2» : حدّثني أبو عيسى «3» وغيره: أن قوما كان بينهم وبين المسيّب بن زهير «4» خصومة فارتفعوا إلى يحيى بن سعيد قاضي أبي جعفر، فكتب إليه يحيى أن يحضر فأتوا المسيّب بكتابه فانتهرهم وتمنّع، فأتوا يحيى فأخبروه، فقام مغضبا، يريد المسيّب، فوافقه وقد ركب بين يديه نحو المائتين من الخشّابة «5» ، فلما رأوا يحيى أفرجوا له، فأتى المسيّب وأخذ بحمايل سيفه ورمى به إلى الأرض، ثم نزل عليه يحيى يخنقه، قال: فما خلص حمايل السيف من يده إلا أبو جعفر المنصور بنفسه. وقال يحيى بن سعيد: أهل العلم أهل توسعة، وما برح المفتون يختلفون، فيحلّل هذا ويحرّم هذا، فلا يعيب هذا على هذا، ولا هذا على هذا، وإن المسألة لترد على أحدهم مثل الجبل، فإذا فتح له بابها، قال: