الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الهذلي «1» : لم ير في زمن يعقوب مثله، كان عالما بالعربية ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلا تقيا نقيا ورعا زاهدا، بلغ من زهده أنه سرق رداؤه عن كتفه وهو في الصلاة، وردّ إليه ولم يشعر، لشغله بالصلاة، وبلغ من جاهه بالبصرة أنه كان يحبس ويطلق «2» ، ولبعضهم «3» :[الطويل]
أبوه من القراء كان وجدّه
…
ويعقوب في القراء كالكوكب الدّري
تفرّده محض الصواب ووجهه
…
فمن مثله في وقته وإلى الحشر
قال طاهر بن غلبون: وإمام أهل البصرة بالجامع لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب، يعني في الصلوات «4» . قال ابن سوار «5» وغيره، توفي في ذي الحجة سنة خمس ومائتين، عن ثمان وثمانين سنة «6» .
ومنهم
18- يحيى بن آدم بن سليمان أبو زكريا القرشي
«7» مولى أبي معيط الكوفي، صاحب أبي بكر بن عياش، روى حروف عاصم
سماعا، وروى بسلسلة العذب أسماعا، وكان للعلم جمّاعا، وللفهم زند ذكاء يقدح شعاعا «1» ، ولأهل الطلب قمرا يسوق وراءه النجوم أتباعا، وحدّث عن جماعة، وأخذ عنه أضعافها، ومثلت بين يديه الأهلة فلم ير إلا من مرآة قلمه أنصافها، (ص 101) وقد كان رأسا في زمانه، كما كان قبله الثوري فيمن غبر، وقيل كان فلان ثم فلان، كل واحد في وقته منه إلى عمر «2» . سئل أبو داود عنه، فقال ذاك واحد الناس «3» ، وقال علي بن المديني: يرحم الله يحيى ابن آدم أيّ علم كان عنده «4» . وقال أبو أسامة: ما رأيت يحيى بن آدم إلا ذكرت الشعبي «5» يعني أنه كان جامعا للعلم. كان عمر في زمانه رأس الناس، وكان بعده ابن عباس، ثم كان بعده الشعبي في زمانه، وكان بعد الشعبي الثوري في زمانه، وكان بعد الثوري يحيى بن آدم «6» ، وأثبت الروايات عن أبي بكر رواية يحيى بن آدم «7» ، وما ذكر صاحب التيسير «8» غيرها، وهي كما قال سماع لا تلاوة، وقال يحيى بن آدم سألت أبا بكر عن حروف عاصم التي