الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا ذكر الشرق في محفل
…
فلا يذكرن به المغرب
طلوع الغزالة في أفقنا
…
وفي أفقكم أبدا تغرب
وتشرق أنوارها عندنا
…
وعندكم نورها يسلب
[قول ابن سعيد.. المحاسن مقسمة.. الأغلب على البلاد المشرقية]
ثم قال ابن سعيد ما صورته: فصل جامع مختصر يليق بهذا المكان. أمعنت النظر فيما دخلته من بلاد المغرب والمشرق، من البحر المحيط إلى خراسان، فرأيت المحاسن مقسمة لم يقصرها الله على مكان، ولا إنسان، لكن الأغلب على البلاد المشرقية التظاهر بالمروءات، والتكاثر بالمزارات «1» ، والمشاهد والمدارس، والربط «2» والأوقاف الدارّة «3» ، التي ينتعش بها الفقراء، ويستعين بها العلماء والمتعلمون، ويحدها «4» الملوك في بعض الأوقات الضرورية، لكن أسباب الرياسة والرفاهية، جبّارية الإمكان، عالية الإيمان، ومرافق المغرب في المركوب والملبوس والمأكول والمشروب أرخص، وأقرب مرارا، ويمكن المرء أن يتجزى «5» في المغرب بما لا يمكنه أن يتجزى بأضعافه في المشرق لكثرة تجبرهم في العظمة الكسروية، والنعم التي لا تطمح إليها نفوس المغاربة، ولا يألفها في المغرب، والمشارقة لهم التظاهر بأمور
الرفاهية في مراكبهم ومجالسهم، فإذا دخلت منازلهم تعجبت من تفاوت بواطنهم عن ظهوارهم، بضد المغاربة، والأغلب على المشارقة التغاضي وترك الحقد، (ص 27) وقلة المؤاخذة على الأقوال والأفعال، ولكن تحت ذلك من المسامحة في القول والإخلاف للوعد، وقلة المبالاة والارتباط ونبذ الحقوق، ومراعاة الآداب الإنسانية، ما يقطع النفس حسرات، ولهم من القيام والبشاشة في السلام ما يطول ذكره، إلا أهل بغداد. وقال: في (المغرب) يا لله لأهل المشرق قولة غاصّ بها شرق هلا نظروا إلى الإحسان بعين الاستحسان، ولم يخرجهم الإزراء بالمكان عن حد الإمكان، لئن أرهقت بصائرهم البصرة «1» ، وأرقتها الرقتان «2» ، ومرجنا نحن بحيث مرج البحرين يلتقيان «3» ، فإنّ منهما يخرج اللؤلؤ والمرجان «4» ، وننشد ما قاله بعض شعرائنا في هذا الشأن:[الطويل]