الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصيروا القاهرة قطبا لإمامتهم «1» إلى أن أخذها منهم السلطان الأعظم الملك الناصر صلاح الدين فأبقاها سريرا لسلطانه «2» ، وكذلك من بعده إلى أن سكن السلطان الكامل قلعة الجبل «3» .
[برقة وإفريقية]
وتجاور الديار المصرية برقة وهي سلطنة طويلة قد استولت عليها العرب «4» ، وكان سريرها في القديم مدينة طبرق «5» ، وتليها إفريقية، وهي سلطنة شهيرة، كان
يقال لسلطانها في الجاهلية جرجير «1» ، وكان سريره مدينة سبيطلة «2» ، ومدينة قرطاجنة «3» ، وصار سريرها في الإسلام القيروان «4» ، ثم هي الآن مدينة تونس «5» ، وتوارث سلطنتها في الأول بنو عقبة القرشيون وتوارثها بنو الأغلب التميميون، وأخذها منهم عبيد الله المهدي الإسماعيلي «6» فتوارث بها الإمامة بنوه إلى أن رحل المعز العبيدي إلى مصر «7» ، فولى على إفريقية صنهاجة من برابر
إفريقية، وكان أعظمهم في الشهرة وحب الفضل المعز بن باديس «1» ، ثم أفسدت العرب سلطنته، ووزعتها بين ممالك، وبقي لابنه تميم المهدية «2» وما قرب منها، وتوارثها بنوه، وزال رسم السلطنة منهم إلى أن استولى عبد المؤمن «3» عليها فتوالت بها ولاته وولاة بنيه «4» ، وكان يحيى بن غانيه الميورفي الملثم يناكدهم فيها «5» ، إلى أن صفت للسلطان الأعظم الأمير أبي زكريا يحيى بن عبد الواحد بن أبي حفص «6» ، وقد أضافت إليها همته العليّة وسعادته العلوية بلادا من برقة،
ومن الجزر البحرية، ومن الغرب الأوسط ومن المغرب الأقصى ومن الأندلس، وسرير ملكه كان تونس، ويليها الغرب الأوسط، كان في صدر الإسلام قد (ص 64) أقطعه بنو رستم «1» ، وكانوا خوارج ادعوا الخلافة، وكان قطب إمامتهم مدينة تيهرت «2» إلى أن أزال أمرهم الشيعي القائم بدعوة العبيديين «3» ، ومن أعظم من ملك سلطنتها جعفر بن علي «4» الذي يمدحه ابن هاني الأندلسي «5» ، وكان
سريره مدينة المسيلة «1» ، قلت: ومن قوله فيه: [الكامل]
المدنفان من البرية كلها
…
جسمي وطرف بابليّ أحور «2»
والمشرقات النيرات ثلاثة
…
الشمس والقمر المنير وجعفر
ثم نعود إلى تتمة كلام ابن سعيد، قال رحمه الله، وملكها بعد رحيل المعز العبيدي إلى مصر بنو حماد الصنهاجي «3» ، وتوارثوها وكان سريرهم قلعة حماد