الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث، وقال مصعب الزبيري «1» : هو كان فقيه أهل المدينة، وكان صاحب كتابة وحساب، وفد على هشام بحساب ديوان المدينة، وكان يعاند ربيعة، وقال إبراهيم بن المنذر «2» : كان هو سبب جلد ربيعة، فولي بعد أمير فطيّن على أبي الزناد بيتا، فشفع فيه ربيعة، وقيل: إن أبا الزناد هو ابن أخي أبي «3» لؤلوة قاتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة. وقيل سنة ثلاث وثلاثين.
ومنهم
144- ربيعة بن أبي عبد الرحمن فرّوخ مولى آل المنكدر
«4» التيمي، أبو عثمان، ويقال: أبو عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي فقيه أهل
/ (ص 268) المدينة إمام ما دجت مشكلة إلا أن كان سراجها، ولا أعيت مسألة إلا فرى بأول ضربة أوداجها.
ولا فخرت رتبة إلا كان تاجها، ولا زخرت حجة إلا خرق برأيه الصائب أمواجها، سعد بن مالك وشقي، وتقدم عليه وبقي، وحدّث عنه والمسجد يجمعهما، وضيق ذكره الطائر مسالكه والمدينة تسعهما، رزق دونه الحظوة، وتمسك بذيله وحلّ قبله الذروة، ولم يؤخره إلا شقاشق «1» جعلت صواب مقاله هدرا، وصفو زلاله كدرا، وطالع نجمه منكدرا، ومحلّق سهمه منحدرا، وما هي إلا إحاظ قسّمت وجدود، وشقاوة قدّرت في سابق القدم وسعود، أدرك جماعة من الصحابة، وروى عن أنس وغيره وعنه أخذ الثوري ومالك وسليمان «2» بن بلال، وإسماعيل «3» بن جعفر وأنس «4» بن عياض، وكان حافظا حجّة فقيها
مجتهدا حاذقا، قال بكر بن «1» عبد الله الصنعاني: أتينا مالك بن أنس، فجعل يحدثنا عن ربيعة الرأي فكنا نستزيده من حديث ربيعة، فقال لنا ذات يوم: ما تصنعون بربيعة وهو نائم في الطاق «2» ، فأتينا ربيعة فأنبهناه، وقلنا له: أنت الذي يحدث عنك مالك بن أنس؟ قال: نعم، قلنا: كيف حظي بك مالك، وأنت لم تحظ بنفسك؟ قال: أما علمتم أن مثقالا من دولة خير من حمل من علم، وكان ربيعة يكثر الكلام ويقول: الساكت بين النايم والأخرس، وكان يوما يتكلم في مجلسه، فوقف عليه أعرابي دخل من البادية، فأطال الوقوف والإنصات إلى كلامه، فظن ربيعة. أنه قد أعجبه كلامه، فقال له: يا أعرابي ما البلاغة عندكم؟ فقال: الإيجاز مع إصابة المعنى، فقال: وما/ (ص 269) العيّ قال: ما أنت فيه مذ اليوم، فخجل ربيعة، وكانت وفاته سنة ست وثلاثين «3» ومائة بالهاشمية وهي مدينة بناها السفاح «4» بأرض الأنبار، وكان يسكنها، ثم انتقل إلى الأنبار، قال مالك: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة.