الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لما أنشده ابن مقانا «1» الشاعر قصيدته التي منها: [الرمل]
وكأن الشمس لما أشرقت
…
فانثنت عنها عيون الناظرين
وجه إدريس بن يحيى بن علي
…
بن حمّود أمير المؤمنين
والعالي وراء الحجاب على عادة خلفائهم في ذلك، فلما بلغ الشاعر إلى قوله:
انظرونا نقتبس من نوركم
…
إنه من نور رب العالمين «2»
أمر برفع الحجاب حتى نظر إليه.
[بنو عبد المؤمن]
وأما بنو عبد المؤمن وهم ينسبون إلى بني سليم بن قيس، فإنّ مهديهم نصّ على عبد المؤمن «3» فولي الخلافة وتوارثها بنوه، وهو الذي افتتح البلاد، وقهر العباد، واستولى على حضرة مرّاكش، وقتل أمير المسلمين تاشفين «4» ، وأخذ الأندلس من أيدي الثوار بها، والغرب الأقصى والغرب الأوسط وأفريقية والمهدية
استرجعها من أيدي الفرنج فكان ممن عظم صيته (ص 55) وأغربت أخباره «1» ، وأعظم ولده الموسومين بالخلافة:
المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن «2» ظهرت منه شهامة عظيمة، وهمة عالية، واعتناء بالعلوم، وبنى المقابر العظيمة بمراكش، ورباط الفتح، وإشبيلية، وضبط الأمر بهيبة تملأ الصدور، وغزا بنفسه نصارى الأندلس فهزمهم الهزيمة التي أذلتهم، وأناح بعساكره على قاعدة أعظم ملك لهم وهي طليطلة، فحصرها وقطع أشجارها وعاث أجناده في ظواهرها، وفتح ما فتح من قلاعها «3» .