الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم:
93- أحمد بن محمد بن سعيد أبو العباس الكوفي
«1» - مولى بني هاشم «2» - المعروف بابن عقدة «3» . حافظ العصر، والمحدث البحر، والمصيب في اللبة «4» والنحر، لولا كثرة تخليطه، وتسليط نار الأعداء على سليطه «5» ، لكان قبسا لهدى، وملتمسا لندى، لكنه خبط العشواء «6» ،
وخطب عقيلة الشمس العشاء «1» ، فحبط عمله أو كاد، وأنبت أمله أو ماد «2» ، ونسب إليه الرفض «3» ، والله أعلم ببواطن الاعتقاد، والله المجازي، وإنما للناس الانتقاد «4» حدث عن أمم لا يحصون، وكتب العالي «5» والنازل «6» والحق والباطل، حتى كتب عن أصحابه، وكان إليه المنتهى في قوة الحفظ، وكثرة الحديث، وصنف وجمع، وألف في الأبواب «7» والتراجم، ورحلته قليلة، فلهذا كان يأخذ عن الذين رحلوا إليه، ولو صان نفسه وجوّد لضربت إليه أكباد الإبل، ولضرب بإمامته المثل، لكنه جمع فأوعى، وخلط الغث «8» بالسمين «9» ، والخرز بالدر الثمين، ونسب إلى التشيع «10» فمقت.
قال الدارقطني: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى زمن ابن عقدة أحفظ منه.
وقال أبو أحمد الحاكم «1» : قال لي ابن عقدة: دخل البرديجي «2» الكوفة، فزعم أنه أحفظ، فقلت: لا تطوّل، نتقدم إلى دكان وراق، ونزن بالقبان من الكتب ما شئت، ثم يلقى علينا، قال: فبقي «3» .
وقال الدارقطني: قال ابن عقدة: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم.
وقال ابن عقدة: أحفظ مائة ألف حديث بأسانيدها.
وقال الدارقطني: يعلم ما عند الناس، ولا يعلم (ص 190) الناس ما عنده.
وقال أبو سعد الماليني «4» : أراد ابن عقدة أن ينتقل، فكانت كتبه ستمائة حملة «5» .
مولده سنة تسع وأربعين ومائتين، وتوفي سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
ومنهم:
94-
محمد بن حبان بن أحمد بن حبان «1» الحافظ العلامة أبو حاتم التميمي «2» البستي
«3» صاحب كتاب الانواع والتقاسيم «4» ، وهو الذي ما سبقه إلى مثله مؤلف،
ولا سمق «1» فرع برق إلا وقلمه له ورآه مخلّف، وضرب مؤلفه سرادقه «2» في علياء العلم على رباه، واحتبى «3» مصنفه له فما حلت سوى الفرائض حباه، وسرت نوافحه فود «4» مسكي السحر لو غلف به صباه، وتمكن حب حباته من القلوب، فلم يبق سويداء قلب إلا أمدت نقشه «5» ، ولا سواد طرف إلا حباه بكر ما افترعته «6» كف حادثه لتأليف، ولا اخترعته فكرة قريحه، وإنما هو بنص الحديث لا بتزويق التصنيف، سمع أمما لا يحصون من مصر إلى خراسان، وحدث عنه خلق.
قال أبو سعد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زمانا، وكان من فقهاء الدين، وحفاظ الآثار عالما بالظن والنجوم، وفنون العلم. صنف المسند الصحيح، والتاريخ، وكتاب الضعفاء «7» ، وفقه الناس بسمرقند.
وقال ابن حبان في كتاب الأنواع: لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ «1» .
وقال الحاكم: كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة، والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال.
وذكره ابن الصلاح «2» في طبقات الشافعية، وقال: ربما غلط الغلط الفاحش في تصرفاته.
توفي في شوال سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، وهو في عشر الثمانين (ص 191) .
ومنهم:
95-
أبو بكر «1» بن الجعابي «2»
واسمه: محمد بن عمر بن محمد بن سلم التميمي البغدادي قاضي الموصل، الحافظ فريد الزمان، ولسان الإحسان وإن مان من مان «3» ، رمي بأنه كان يتشيع، ومضى إلى الله واتبع لهذا القول يتتبع، جرح وهو لا يتكعكع «4» ، وطعن فيه وهو لا يتضعضع، وتكلم فيه الناس، ومن هو الذي من أيديهم سلم! أو بمضارب ألسنتهم الحداد ما ثلم «5» ، من رام منهم السلامة طلب شططا «6» ، وظن غلطا، وضل (وكان أمره فرطا)«7» هيهات، هل هم إلا نار تأكل بعضها بعضا، وفأر تأكل نابا بناب قرضا، وقالوا: رافضي. أكلّ من أحب آل بيت محمد سموه بهذا، وسموا حبه رفضا؟! سمع، وصنف الأبواب والشيوخ، والتاريخ،
وحدث عنه الدارقطني، وابن شاهين «1» ، وابن رزقويه «2» ، وأبو عبد الله الحاكم «3» ، وأبو نعيم «4» الحافظ- وهو خاتمة أصحابه- وخلق.
قال أبو علي النيسابوري: ما رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر الجعابي، وذلك أني حسبته من البغداديين الذين يحفظون شيخا واحدا، وترجمة واحدة، أو بابا واحدا، فقال لي أبو إسحاق بن حمزة «5» يوما: يا أبا علي لا تغلط، ابن الجعابي يحفظ حديثا كثيرا، قال: فخرجنا يوما من عند ابن صاعد «6» ، فقلت له: يا أبا بكر إيش أسند الثوري «7» عن منصور «8» ، فمر بي في الترجمة، فما زلت أجره من مصر إلى حديث الشام إلى العراق، وإلى أفراد الخراسانيين، وهو يجيب إلى أن قلت: فإيش
روى الأعمش «1» عن أبي صالح «2» عن أبي هريرة «3» ، وأبي سعيد «4» بالشركة، فذكر بضعة عشر حديثا، فحيرني حفظه.
وقال ابن الجعابي: دخلت الرقة وكان لي ثمّ قمطرين «5» كتب، فجاء غلامي مغموما، وقال: ضاعت الكتب، فقلت: يا بني لا تغتم (ص 192) فإن فيها مائتي ألف حديث لا يشكل علي منها [حديث] لا إسناده ولا متنه «6» .
وقال أبو علي التنوخي «7» : ما شاهدنا أحدا أحفظ من أبي بكر ابن الجعابي، وسمعت من يقول: إنه يحفظ مائتي ألف حديث، ويجيب في مثلها، وكان يفضل الحفاظ بأنه كان يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفاظ يتسمحون في ذلك، وكان إماما في معرفة العلل، وثقات الرجال، وتواريخهم، وما يطعن على الواحد منهم، لم يبق في زمانه من يتقدمه.
وروى الخطيب بسنده عن الجعابي قال: أحفظ أربع مائة ألف حديث، وأذاكر بستمائة ألف حديث.
[وقال الخطيب: سمعت ابن رزقويه «1» يقول: كان ابن الجعابي يمتلئ مجلسه، وتمتلئ السكة التي يملي فيها، والطريق، ويحضر ابن المظفر «2» ، والدارقطني «3» ، ويملي الأحاديث بطرقها من حفظه.] .
وروى عن رجاله «4» أن الجعابي كان يشرب في مجلس ابن العميد.
وقال السلمي «5» : سألت الدارقطني عن ابن الجعابي، فقال: خلط، وذكر مذهبه في التشيع.
قال الدارقطني: وحدثني ثقة أنه خلي ابن الجعابي نائما «6» ، قال: فكنت أراه ثلاثة أيام لم يمسه الماء.
قال الأزهري «1» : لما مات ابن الجعابي أوصى أن تحرق كتبه، فأحرقت، فكان فيها كتب الناس، فحدثني أبو الحسين ابن البواب: أنه كان له عنده مائة وخمسون جزءا، فذهبت في جملة ما احترق.
وقال محمد بن عبيد الله المسبحي «2» : كان ابن الجعابي قد صحب قوما من المتكلمين، فسقط عند كثير من المحدثين، وأمر عند موته أن تحرق دفاتره بالنار، فاستقبح ذلك منه.
وكان وصل إلى مصر، ودخل إلى الإخشيد «3» ، ثم مضى إلى دمشق، فوقفوا على مذهبه فشردوه، فخرج هاربا.
قال ابن شاهين «4» : دخلت أنا وابن المظفر «5» والدارقطني على ابن الجعابي وهو مريض، فقلت له: من أنا؟ قال: سبحان الله، ألستم فلانا وفلانا، وسمانا، فدعونا وخرجنا (ص 193) .
فمشينا خطوات وسمعنا الصائح بموته، ورجعنا من الغد، فرأينا كتبه تل رماد.
توفي ابن الجعابي ببغداد في رجب سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
قال الأزهري: كانت سكينة نائحة الرافضة «1» تنوح في جنازته، ومولده في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين.
ومنهم:
96-
سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي «1» الشامي الطبراني
«2» . أبو القاسم، مسند الدنيا، وآية الزمان الكبرى، خاض القفار لا يتخشى «3» زاخرها، ولا يتخشع «4» أولها، ولا آخرها، بعزيمة لا يفل «5» مضربها، ولا يفك مضرّبها، ولا تنقص من السفر نهمتها «6» ، ولا تفرغ من الوطر «7» همته، يركب الحزن «8» ، والسهل، ويبعث عند الأجنبي والأهل، ويقطع بها الليل، لا يلائم
جنبه أرضا، ولا يطعم جفنه غمضا، ولا يعد الغربة إلا إذا كان في وطنه مبوّءا «1» ، وفي سكنه مهنّأ، حرصا على طرائف الفائدة، وطلبا للمعارف الزائدة، حتى حصل من الحديث ما أوقر «2» منه أثباج «3» الإبل، وملأ حضن «4» المحتبل «5» ، وحفظ منه الخلف نعم ما أحرزه السلف، وأتى منه بهدى ضل بعده من شك، أو اختلف.
ولد سنة ستين ومائتين، وسمع سنة ثلاث وسبعين، وهلم جرا بمدائن الشام، والحرمين، واليمن، ومصر، وبغداد، والكوفة، والبصرة، وأصبهان، والجزيرة، وغير ذلك، وحدث عن ألف شيخ، أو يزيدون، وصنف المعجم الكبير، وهو المسند، سوى حديث أبي هريرة، فكأنه أفرده في مصنف، والمعجم الأوسط في ست مجلدات كبار على معجم شيوخه، يأتي عن كل شيخ بما له من الغرائب، والعجائب، فهو نظير كتاب الأفراد للدارقطني، بيّن فيه فضيلته، واسعة روايته، وكان يقول:(ص 194) هذا الكتاب روحي، فإنه تعب فيه، وفيه كل نفيس، وعزيز، ومبتكر، وصنف المعجم الصغير، وهو عن كل شيخ له
حديث واحد، وصنف من المسانيد، وغيرها شيئا كثيرا، وكان من فرسان هذا الشأن مع الصدق والأمانة، وسئل عن كثرة حديثه، فقال: كنت أنام على البواري «1» ثلاثين سنة.
وقال أبو نعيم: دخل الطبراني أصبهان سنة تسعين، فسمع، وسافر، ثم قدمها، فاستوطنها ستين سنة.
وقال ابن فارس «2» - صاحب اللغة-: سمعت الأستاذ ابن العميد «3» يقول:
ما كنت أظن أن في الدنيا كحلاوة الوزارة، أو الرئاسة التي أنا فيها حتى شاهدت مذاكرة الطبراني، وابن الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه، وكان أبو بكر الجعابي يغلبه بفطنته حتى ارتفعت أصواتهما، فقال ابن الجعابي:
عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هات. فقال: حدثنا أبو خليفة «4» ، حدثنا سليمان بن أيوب
…
وذكر حديثا، فقال الطبراني: فأنا
سليمان بن أيوب، ومني سمعه أبو خليفة، فاسمعه مني عاليا، فخجل ابن الجعابي، فوددت أن الوزارة لم تكن، وكنت أنا الطبراني، وفرحت كفرحه.
وقال ابن عقدة «1» : ما أعرف لسليمان بن أحمد نظيرا.
توفي لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ستين وثلاثمائة، وقد كمل من العمر مائة عام، وعشرة أشهر.
ومنهم:
97-
«2» أبو الحسن الدارقطني
«3» واسمه: علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي الحافظ المشهور.
والحامل راية الرواية إلى يوم النشور، الدارقطني، ولا قطن إلا ما رآه بياضا من نور شيب الإسلام، أو نشره من صحيفته البيضاء بأيدي الملائكة الكرام، أو طهربه
قلبه الأبيض المطهر (ص 195) من دنس الآثام، أو بدا من عرضه النقي في غرر الأيام، أو غسل به من جبال فيها من برد «1» ، أو ندفه من قطن الثلج قوس الغمام، ابن مهدي الذي ما عدل عن آثار مهديه، ولا عدا طريقة سلف له من أهل العلم، ويهاب كل منهم على انفراده، ويخضع له في نديه «2» .
كان عالما حافظا فقيها على مذهب الشافعي، أخذ الفقه عن أبي سعيد الإصطخري «3» ، وقيل: بل أخذه عن صاحب لأبي سعيد، وأخذ القراءة عرضا، وسماعا عن النقاش «4» ، ومن في طبقته، وتصدر في آخر أيامه للإقراء ببغداد «5» ، وكان عارفا باختلاف الفقهاء، ويحفظ كثيرا من دواوين العرب منها: ديوان السيد الحميري «6» ، فنسب إلى التشيع لذلك، روى عنه الحافظ أبو
نعيم «1» وجماعة كثيرة، وقبل القاضي ابن معروف «2» شهادته في سنة ست وسبعين وثلاثمائة، فندم على ذلك، وقال: كان يقبل قولي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بانفرادي، فصار لا يقبل قولي على نقلي إلا مع آخر.
وصنف كتاب السنن، والمختلف والمؤتلف، وغيرهما، وخرج من بغداد إلى مصر قاصدا أبا الفضل جعفر بن الفضل «3» ، وزير كافور الإخشيدي ليساعده على تأليف مسند عزم عليه الوزير، فأقام عنده مدة، وبالغ أبو الفضل في إكرامه، وأنفق عليه نفقة واسعة، وأعطاه شيئا، وحصل له بسببه مال جزيل ولم يزل عنده حتى فرغ المسند، وكان يجتمع هو والحافظ عبد الغني بن سعيد «4» على تخريجه إلى أن نجز.
قال الحافظ عبد الغني بن سعيد: أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة:
علي بن المديني «5» في وقته
وموسى بن هارون «1» في وقته، والدارقطني في وقته (ص 196) .
وسأل الدارقطني- يوما- بعض أصحابه: هل رأى الشيخ مثل نفسه، فامتنع من جوابه. وقال: قال الله تعالى: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ.
«2» فألح عليه، فقال: إن كان في فن واحد، فقد رأيت أفضل مني، وإن كان من اجتمع فيه ما اجتمع فيّ فلا.
وقال الحاكم: صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم، والورع، وإماما في القراء، والنحويين، وأقمت في سنة سبع وستين ببغداد أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا، فصادفته فوق ما وصف لي، وسألته عن العلل والشيوخ وله مصنفات يطول شرحها فأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله.
وقال الخطيب: انتهى إليه علم الأثر، والمعرفة بالعلل، وأسماء الرجال مع الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم كالقراءات فإن له فيها مصنفا سبق إلى عقد الأبواب قبل فرش الحروف «3» ، وتأسى القراء به بعده، ومن ذلك المعرفة بمذاهب الفقهاء، بلغني أنه درس الفقه على أبي سعيد الإصطخري، ومنها المعرفة بالأدب والشعر، فقيل: كان يحفظ دواوين جماعة.
قال: وحدثني الأزهري «4» قال: بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته
مجلس إسماعيل الصفار، فقعد ينسخ، والصفار «1» يملي، فقال رجل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ فقال: فهمي خلاف فهمك، أتحفظ كم أملى الشيخ؟
قال: لا أدري، قال، أملى ثمانية عشر حديثا، الحديث الأول عن فلان عن فلان، ومتنه كذا، والثاني عن فلان عن فلان ومتنه كذا، ومر في ذلك حتى أتى على الأحاديث، فتعجب الناس منه.. أو كما قال.
وقال أبو الطيب الطبري «2» : الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث.
وجاء أبو الحسين البيضاوي إلى الدارقطني برجل غريب، وسأله أن يملي عليه أحاديث (197) فأملى عليه من حفظه مجلسا تزيد أحاديثه على العشرين، متون جميعها" نعم الشيء الهدية أمام الحاجة «3» " فانصرف الرجل، ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئا، فقربه وأملى عليه من حفظه سبعة عشر حديثا
متونها" إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه"«1» «2»
مولده في ذي القعدة سنة ست وثلاثمائة، وتوفي يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي القعدة- وقيل ذي الحجة- سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ببغداد.
وصلى عليه أبو حامد الإسفراييني «3» الفقيه، ودفن قريبا من معروف الكرخي «4» .