الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالذهب مرصعة بأنواع الجواهر، وإذا بأربعة آلاف غلام مرد وقوف على سماطين «1» ، وفي أوساطهم مناطق الذهب، وفي أيديهم أعمدة الذهب، ومسعود جالس على سرير من الذهب، لم يوضع على الأرض مثله، وعليه الفرش الفاخرة، وعلى رأسه تاج مرصع بالجواهر واليواقيت وقد أحاط به الغلمان الخواص، بأكمل زينة، ثم قام مسعود إلى سماط من فضة عليه خمسون خوانا من الذهب، على كل خوان خمسة أطباق من ذهب، فيها أنواع من الأشربة، فسقاهم الغلمان، ثم قام مسعود إلى مجلس عظيم الأقطار، فيه ألف دست من الذهب، وأطباق (ص 14) كبار خسروانيّة «2» ، فيها الكيزان «3» ، وعلى كل طبق زرافة ذهب وأطباق ذهب، فيها المسك والعنبر والكافور، وأشجار الذهب مرصعة بالجواهر واليواقيت، وشموع من ذهب في رأس كل شمعة قطعة من الياقوت الأحمر تلمع لمعان النار، وأشجار العود «4» قائمة بين ذلك، وفي آخر المجلس رحى من ذهب تطحن المسك والكافور والعنبر، وفي جوانب المجلس بحيرة في جوانبها من الجواهر والعنبر والفصوص واللؤلؤ شيء يقصر الوصف عنها، وذكر أشياء أخر تحير الأسماء والأسماع. ثم قال: فما بقين ولا بقوا.
[السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان]
أو هل أحد مثل السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان «5» ، وما ضمّ سلطانه من
الأقطار وحواه، مما تشتمل عليه برده الليل والنهار، فلقد ملك من الصين إلى آخر الشام، وهو مسيرة نصف يوم كالشمس أو أزيد، وخطب له على منابر هذه الممالك، من خان بالق «1» الى غزة، وفتح له الحجاز واليمن، ولا يعلم بموته، لبعد الديار، وتنائي البلاد.
وحدثني شيخنا العلامة فريد الدهر نخبة الآفاق، أبو الثناء محمود بن أبي القاسم الأصبهاني، أطال الله مدته «2» ، وقد ذكر حسن تدبير الوزير، وزير هذا السلطان، أن السلطان ملكشاه كان في بعض صيوده بخان بالق في الصين، وأنعم على بازيارييه، وهم البزادرة بمال، فأحالهم نظام الملك الوزير على انطاكية «3» من الشام، فشكوا إلى السلطان، فلام نظام الملك على البعد العظيم عنهم، فقال له: يا سلطان العالم أنا قصدت هذا حتى يقال إنك بالصين