الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ص 307)
فأما من نذكر من مشاهير الجانب الغربي فمنهم:
163- أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي
«1» إمام عصره في الحديث والأثر «2» ، وكتبه زمام من استقام أو عثر، بحر يتموّج، وصبح ينبلج، وضيغم «3» إلا أنه لا يخاف، ومفعم «4» إلا أنه بطيب ما جمع من تفاريق الكتب واللخاف «5» ، هو ممّن شيّد مباني الأندلس، وجدّد معالمه الدرس، بكتبه التي صقل منها حسنه اليوسفي «6» مرآة الشمس ثم لم يصدها، ومعارفه التي ما أسرّها في نفسه ثم لم يبدها.
روى بقرطبة عن جماعة «7» ، وكتب إليه من الشرق جماعة، قال أبو الوليد الباجي: لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البر في الحديث، وهو أحفظ
أهل المغرب «1» ، طلب العلم بقرطبة، وتفقه بها ولزم أبا الوليد بن الفرضيّ الحافظ، وأخذ عنه كثيرا من علم الحديث، ودأب في طلب العلم وتفنن فيه وبرع براعة فاق فيها من تقدمه من رجال الأندلس، وألّف في الموطأ كتبا مفيدة منها كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد «2» ، ومنها كتاب الاستذكار لمذاهب الأمصار فيما تضمنه الموطأ من معنى الرأي والآثار «3» ، ومنها كتاب الاستيعاب في أسماء الصحابة «4» ، وله غير ذلك «5» .
وكان موفقا في التأليف معانا عليه، ونفع الله به، وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه ومعاني الحديث، له بسطة كثيرة في علم النسب. وفارق قرطبة وجال في غرب الأندلس مدة ثم تحوّل إلى شرق الأندلس، وسكن دانية من بلادها وبلنسية وشاطبة في أوقات مختلفة، وتولى قضاء الأشبونة وشنتزين في أيام مالكها المظفّر بن الأفطس «6» .
وتوفي في يوم الجمعة آخر يوم من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين (ص 308) وأربعمائة بمدينة شاطبة من شرق الأندلس، ومولده يوم الجمعة وقت