الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سعيد «1» في كتاب المغرب «2» بالتعصب لبلاده، ثم منعه الإنصاف، وإن كان في بعض الكلام قد أشار وما صرّح، مثل قوله وقد ذكر بعض الأقوال في مساحة الأرض من البحر المحيط بالصين، إلى البحر المحيط بالأندلس «3» ، وبرّ العدوة
[مشرق الأرض ومغربها]
وأن نصفها للمشرق، من البحر المحيط بالصين، إلى آخر الشام على البحر
السبتي، «1» والنصف الآخر للمغرب، من أول الديار المصرية، وبلاد الحبشة، وما في غرب خليج القسطنطينية، وما في خطّيه عرضا، مارّا في الطول إلى البحر المحيط بالأندلس وبرّ العدوة. قال: وقد ذكر البيهقي «2» : أن من أصحاب المساحة من قال: إن المشرق أطول وأعرض من المغرب، ثم قال ابن سعيد: وقيل: إن الذي نقّص من طول المغرب دخول البحر المحيط فيه، من جزائر الخالدات «3» ، التي هي منتهى العمارة إلى برّ طنجة. وإن قسم المشرق من أول المشرق إلى
الجزائر، التي في البحر المحيط بالصين المعروفة بصين الصين، هي أقرب في ذلك إلى المشرق من الجزائر الخالدات إلى أكثره في المغرب. ثم قال: وقد ذكر الإقليم الرابع الذي هو معظم المغرب والاعتدال «1» أنه ليس بالمغرب فيه إلا بعض الأندلس وبعض ساحل برّ العدوة، وجمهوره غلب عليه البحر، وقد ذكر البحر الرّومي يعني الشامي، الذي سماه هنا السبتي. قال: وفيه جزائر ليست مما تقارب جزائر الهند في الكثرة. ثم قال: والإقليم الرابع في المشرق بضد ذلك، يعني ضد ما هو عليه في المغرب، لأنه ليس فيه بحر يعطّله عن اتصال (ص 4) العمارة، وكثرة المدن المتوالية من الشام إلى الجزيرة، إلى عراق العجم، إلى خراسان، إلى ما وراء النهر، متصلا في بلاد الأتراك، إلى يأجوج ومأجوج «2» ، فلهذا كان الشرق أعظم عمارة من المغرب، وأكثر مدنا.
ومعنى كلامه أن البحر الرّومي «3» جاء في الجانب الغربي في موضع الإقليم