الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15- أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي
«1» أحد الأعلام «2» ، كان ذا علم نافع لا يمنعه، وعمل صالح لا يقطعه، وزهد أقل شيء يقنعه «3» . أخذ عن عاصم فعصم، وعمّر دهرا لم يعم ولم يصم «4» ، متع بالعمر المديد، وأدرك سلطان بني أمية وعمّر إلى أيام الرشيد «5» ، وكان حجة لا يسع خصمها الجحود، ولا تحتاج مع الإقرار إلى أداء الشهود، في اسمه ثلاثة عشر قولا أصحها كنيته وشعبه «6» .
ولد سنة خمس وتسعين، وقرأ القرآن ثلاث مرات على عاصم وعمّر دهرا «7» ، وكان يقول أنا نصف الإسلام، وكان سيدا إماما حجة كثير العلم والعمل «8» ، منقطع القرين، قرأ عليه أبو الحسن الكسائي وجماعة، وروى عنه خلق «9» ، قال
عثمان بن أبي شيبة أحضر الرشيد أبا بكر بن عياش من الكوفة، فجاء ومعه وكيع، فدخل ووكيع يقوده، فأدناه الرشيد وقال: أدركت أيام بني أمية وأيامنا فأينا خير؟ قال: أولئك كانوا أنفع للناس وأنتم أقوم بالصلاة، فصرفه الرشيد، وأجازه بستة آلاف دينار «1» ، وأجاز وكيعا بثلاثة آلاف دينار «2» . قال أبو عبد الله الحنفي لم يفرش لأبي بكر بن عياش فراش خمسين سنة «3» . وروي أنه مكث أربعين سنة يختم القرآن في كل يوم وليلة «4» . وقال يحيى بن سعيد زاملت أبا بكر بن عياش إلى مكة فما رأيت أورع منه، ولقد أهدى له رجل رطبا فبلغه أنه من البستان الذي أخذ من خالد بن مسلمة المخزومي «5» ، فأتى آل خالد فاستحلهم وتصدق بثمنه «6» .
وقال أبو عبد الله المعيطي رأيت أبا بكر بن عياش بمكة، فأتى سفيان بن عيينة فبرك بين يديه، فجاء رجل فسأل سفيان عن حديث فقال: لا تسألني ما دام هذا الشيخ قاعدا «7» . وقال أبو هشام الرفاعي: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: أبو بكر خليفة رسول الله في القرآن إن الله تعالى (ص 97) يقول: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم) إلى قوله أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
«8» فما سماه الله صادقا فليس يكذب، هم قالوا: يا
خليفة رسول الله «1» .
وقال يحيى الحماني: حدثني أبو بكر بن عياش قال: جئت ليلة إلى زمزم فاستقيت منه دلوا لبنا وعسلا «2» .
وقال أبو هاشم الرفاعي: سمعت أبا بكر يقول: الخلق أربعة: معذور، ومخبور، ومجبور، ومثبور. فالمعذور الهائم «3» ، والمخبور ابن آدم، والمجبور الملائكة، والمثبور الجن «4» . وقال أبو بكر أدنى نفع السكوت السلامة، وكفى بها عافية. وأدنى ضرر المنطق الشهرة وكفى بها بلية «5» . وقال: من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو لله لا نجالسه ولا نكلمه «6» .
وقال أبو بكر: الدخول في العلم سهل والخروج منه إلى الله شديد «7» .
وقال عبد الله بن المبارك: ما رأيت أحدا أسرع إلى السنة من أبي بكر «8» .
وقال الحماني لما حضرت أبا بكر الوفاة بكت أخته، فقال لها ما يبكيك «9» ؟
انظري إلى تلك الزاوية، قد ختمت فيها ثمانية عشر ألف 1»
ختمة. وتوفي في