الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقيها إماما كثير الرواية، سخيا صالحا عابدا متألها وكان مكفوفا، توفي بالمدينة سنة أربع وتسعين، ومولده في خلافة عمر.
ومنهم
131- سعيد بن جبير الوائلي مولاهم الكوفي
«1» الفقيه أحد الأعلام والتابعين في صدر الإسلام، قتل في وفائه، وختل دون تكدير صفائه، أعطى موثقا لم يخنه والموت يصالته جهرا، والسيف ينظر إليه شزرا، وعدوا لله مبير «2» ثقيف تتوقد نار غضبه، وتثوقل «3» الكبرياء في هضبه، وهو بجنان لا يخامره الوهل، ولا يخادعه حبّ المهل، مقدما بين يديه المسير متقدما لا يحب التأخر لما يعرفه من حسن المصير.
سمع ابن عباس فأكثر عنه، وروى عن عدي بن حاتم «4» وعبد الله بن
مغفل «1» وطائفة، وروى عنه خلق، وكان ابن عباس إذا حج أهل الكوفة وسألوه يقول: أليس فيكم سعيد بن جبير؟ وقال أشعت بن إسحاق «2» : كان يقال لسعيد بن جبير جهبذ «3» العلماء، وقال القاسم بن أبي أيوب «4» : كان يبكي بالليل حتى عمش، وسمعته يردد هذه الآية؟ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..
بضعا وعشرين مرة، وقيل: إنه قام ليلة في جوف الكعبة فقرأ القرآن في ركعة، وروي أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين، وروى الثوري «5» عن عمر بن سعيد «6» قال: دعا سعيد بن جبير ولده لما قتل فجعل يبكي، فقال: ما يبكيك؟
قال: ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة؟ وقال ابن عيينة «7» : لما أتي بسعيد ابن جبير إلى الحجاج، قال: أنت شقي بن كسير. قال: أنا سعيد بن جبير، قال:
لأقتلنك، قال: أنا إذا كما سمتني أمي. ثم قال:/ (ص 255) دعوني أصلي
ركعتين، قال: وجهوه إلى قبلة النصارى، قال:«فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ»
البقرة/ 115، ثم قال: إني أستعيذ منك بما عاذت به مريم «إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا»
مريم/ 18، وقال عتبة «1» مولى الحجاج: حضرت سعيد بن جبير، فجعل الحجاج يقول له: ألم أفعل بك؟ فيقول: بلى، قال فما حملك على ما فعلت؟ قال: بيعة كانت عليّ، فغضب وصفّق بيديه، وقال: بيعة أمير المؤمنين كانت أسبق وأولى، وأمر به فقتل، وكان قتل الحجاج له لكونه قاتل مع ابن الأشعث «2» .
وكان سعيد قد هرب من الحجاج إلى مكة، فأرسل الحجاج [يطلب]«3» من الوليد «4» جماعة قد التجئوا إلى مكة، فكتب الوليد إلى عامله على مكة خالد ابن عبد الله القسري «5» يأمره بإرسال من يطلبه الحجاج، فطلب الحجاج سعيد