الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحطب، ببلاغة جنى ثمرها يانعا، وجلا قمرها ولم يجد مانعا.
ولد سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وذكره الشريف عز الدين «1» في وفياته فقال: كان أحد حفّاظ الحديث المشهورين، وفضلائهم المذكورين، وبه ختم هذا الشأن بالمغرب. وقال ابن الزبير «2» : أجاز له نحو من أربعمائة، وانتقل إلى حصن القصر، ثم إلى طنجة، وأقرأ بجامعها وأمّ وخطب، ثم انتقل إلى بجاية، فخطب بجامعها، ثم طلب إلى تونس، فدرّس بها وكان ظاهريّ المذهب، توفي في رجب سنة تسع وخمسين وستمائة.
وهذا آخر المحدّثين بالغرب الممحّض، ويأتي بعده من كان منهم بمصر، لأنها لسوء بختها في الغرب واقعة، وفي قسمها محسوبة إن لم يكن ثمّ أجوبة دافعة.
فمنهم
122- يزيد بن أبي حبيب الإمام الكبير أبو رجاء الأزدي
«3» مولاهم المصري، الفقيه الذي لو أودع الغمام لكان بجفنيه يقيه، ولو عقل الزمان لما سأل إلا أن الله (ينذر) حياته ويبقيه، أبدل أراجيف مصر سكونا، وتخاويف أهلها تأمينا، وسلّت فيها ملاحاة الملاحم، وملاواة الملاوم، حتى أعادها غرّآء آمنة في مدّته، بيضاء كصحيفة عمله الصالح لا جلدته، قال ابن يونس «4» : كان مفتي أهل
مصر، وكان عليما عاقلا، وهو أوّل من أظهر العلم بمصر، والمسائل في الحلال والحرام، وقبل ذلك كانوا يتحدثون في الترغيب والملاحم والفتن.
وقال الليث بن سعد «1» : يزيد سيدنا وعالمنا، وقيل: إنّ يزيد أحد ثلاثة جعل إليهم عمر بن عبد العزيز «2» الفتيا بمصر، وقال ابن «3» لهيعة: كان أسود نوبيّا، ولد سنة ثلاث وخمسين، سمعته يقول: كان أبي من أهل دمقلة، ونشأت بمصر وهم/ (ص 242) علويّة يعني شيعة فقلبتهم عثمانية، وقال الليث:
حدّثنا عبيد الله «4» بن جعفر، ويزيد بن أبي حبيب- وهما جوهرتا البلاد- كانت البيعة إذا جاءت لأحد كانا أول من يبايع.