الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو عبيد: الشعوب: الأعاجم.
خَتْم رقابِ أهل الجزية في أعناقهم
عن أسلَم قال: "كتب عُمرُ بنُ الخطاب إلى أمراء الأجناد؛ أن اختِموا رقابَ أهلِ الجزية في أعناقهم"(1).
بمَ يُنقض العهد
*ويُنقَض عهد الذّمّة بالامتناع عن الجزية، أو إباء التزام حُكْم الإسلام؛ إذا
حَكَم حاكمٌ به، أو تعدّى على مُسلم بقَتْلٍ، أو بفتنتهِ عن دينه، أو زَنَى بمسلمة، أو أصابها بزواج، أو عَمِلَ عَمَل قوم لوط، أو قطَع طريقاً، أو تجسَّس، أو آوى الجاسوس، أو ذكَر الله أو رسوله أو كتابه أو دينه بسوء، فإنّ هذا ضررٌ يعُمّ المسلمين في أنفسهم وأعراضهم وأموالهم وأخلاقهم ودينهم* (2).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما "أنّ أعمى كانت له أمّ ولَدٍ تشتم النبيّ صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فينهاها فلا تنتهي، ويزجرها فلا تنزجر، قال: فلمّا كانت ذات ليلة جعَلت تقع في النبيّ صلى الله عليه وسلم وتشتمه، فأخذ المِغْوَل (3)، فوضعَه في بطنها، واتكأ عليها فَقَتلها، فوقَع بين رجليها طِفْل، فلطخَت ما هناك بالدم.
فلمّا أصبح ذُكِر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فجمَع النّاس، فقال: أُنشِد الله رجُلاً
(1) أخرجه البيهقي، وقال شيخنا رحمه الله: إسناده صحيح. انظر "الإرواء"(5/ 104).
(2)
ما بين نجمتين من "فقه السنة"(3/ 454).
(3)
المِغوَل: شبه سيفٍ قصير؛ يَشْتمل به الرجل تحت ثيابه فيغطّيه، وقيل غير ذلك وانظر "النّهاية".
فَعَل ما فعَل لي عليه حقّ، إلَاّ قام، فقام الأعمى يتخطّى الناس، وهو يتزلزل، حتى قعَد بين يديِ النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنا صاحبها، كانت تشْتمك، وتقع فيك، فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنزجر، ولي منها ابنان مِثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلمّا كانت البارحة، جَعَلَت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المِغْوَل فوضعتُه في بطنها، واتكأتُ عليها حتى قتلتُها، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ألا اشهدوا أنّ دَمَها هَدَر" (1).
ورُفع إلى عمر رضي الله عنه رجلٌ أراد استكراهَ امرأةٍ مسلمة على الزنا، فقال: ما على هذا صالحناكم، فأَمَر به فصُلب في بيت المقدس.
فعن سويد بن غفلة قال: "كنّا مع عمرَ بن الخطاب -وهو أمير المؤمنين
بالشام-، فأتاه نبطي مضروب مُشجَّج مستعدى، فغضب غضباً شديداً، فقال
لصهيب: انظر من صاحب هذا؟ فانطلق صهيب، فإذا هو عوف بن مالك
الأشجعي، فقال له: إن أمير المؤمنين قد غضِب غضباً شديداً فلو أتيت معاذ بن
جبل، فمشى معك إلى أمير المؤمنين فإني أخاف عليك بادرته، فجاء معه معاذ،
فلمّا انصرف عمر من الصلاة قال: أين صهيب؟ فقال: أنا هذا يا أمير المؤمنين، قال: أجئت بالرجل الذي ضرَبَه؟ قال: نعم، فقام إليه معاذ بن جبل فقال: يا أمير المؤمنين إنه عوف بن مالك فاسمع منه ولا تعجَل عليه، فقال له عمر: مالك ولهذا؟ قال: يا أمير المؤمنين رأيته يسوق بامرأةٍ مسلمةٍ، فنخس الحمار ليصرعَها،
(1) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(3665)، والنسائي "صحيح سنن النسائي"(3794)، وصحَّحه شيخنا رحمه الله في "الإرواء"(5/ 92) تحت الحديث (1251) وتقدّم في الحدود.
فلم تُصرَع، ثمّ دفعها فخرّت عن الحمار، ثمّ تغشاها، فَفَعلْتُ ما ترى.
قال: ائتني بالمرأة لنصدقك، فأتى عوف بالمرأة، فذكر الذي قال له عمر رضي الله عنه قال أبوها وزوجها: ما أردْتَ بصاحبتنا؟ فضَحْتَها! فقالت المرأة: والله لأذهبنّ معه إلى أمير المؤمنين، فلمّا أجمعَت على ذلك، قال أبوها وزوجها: نحن نُبلّغ عنك أمير المؤمنين، فأَتَيا فصدَّقا عوف بن مالك، بما قال.
قال: فقال عمر لليهودي: والله ما على هذا عاهدناكم، فَأَمَر به فصُلب ثمّ قال: يا أيها الناس فُوْا (1) بذمّة محمّدٍ صلى الله عليه وسلم، فمن فعَل منهم هذا فلا ذمّة له، قال سويد بن غفلة: وإنه لأوّل مصلوب رأيته" (2).
وعن زياد بن عثمانَ أنّ رجُلاً من النصارى استكرَه امرأةً مسلمةً على نفسها، فرُفع إلى أبي عبيدة بن الجرّاح، فقال:"ما على هذا صالحناكم، فضَرَب عُنقه"(3).
…
(1) أي: أوفوا.
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة، وحسّنه شيخنا رحمه الله في "الإرواء" تحت الحديث (1278).
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة، وقال شيخنا رحمه الله: ورجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد هذا؛ أورده ابن أبي حاتم (1/ 2/539) وقال: "روى عن عباد بنِ زياد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسل، روى عنه حجاج بن حجاج" وذكَره ابن حبّان في "الثقات". وانظر "الإرواء"(5/ 120). قلت: وليست الرواية هنا عن النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى يُحكم عليها بالإرسال.