الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "إنّ في الجنّة مائَة درجة، أعدّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوهُ الفردوس، فإنّه أوسط الجنّة، وأعلى الجنّة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تَفَجَّر أنهار الجنّة"(1).
ما يعدِل الجهاد في سبيل الله عز وجل
-؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قيل للنبيّ صلى الله عليه وسلم: ما يعدل الجهاد في سبيل الله- عز وجل؟ قال: لا تستطيعونه (2)، قال: فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً، كلّ ذلك يقول: لا تستطيعونه، وقال في الثالثة: مَثَل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت (3) بآيات الله، لا يفتر مِن صيامِ ولا صلاةٍ حتى يرجع المجاهد في سبيل الله -تعالى-"(4).
فضل الشهادة في سبيل الله -سبحانه
-
قال الله -تعالى-: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللهِ أَمْواَتَاً بَل أَحْيَاءٌ عَندَ رَبِهِمْ
(1) أخرجه البخاري: 2790.
(2)
وردت بالنون وحذْفها، قال الإمام النّووي رحمه الله: "
…
هكذا هو في مُعظم النُّسخ: (لا تستطيعوه) وفي بعضها (لا تستطيعونه) -بالنون-، وهذا جارٍ على اللغة المشهورة، والأول صحيح أيضاً، وهي لغة فصيحة حذْف النون من غير ناصب ولا جازم، وقد سبَق بيانها ونظائرها مرات".
(3)
القانت: أي المطيع.
(4)
أخرجه البخاري: 2785، ومسلم:1878. واللفظ له.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لا يُكْلَم (2) أحدٌ في سبيل الله -والله أعلم بمن يُكلَمُ في سبيله- إلاّ جاء يوم القيامة واللون لون الدم، والريح ريح المسك"(3).
وعن مسروق قال: "سألنا عبد الله- هو ابن مسعود- عن هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} قال: أمَا إنّا قد سأَلنْا عن ذلك، فقال: أرواحهم في جَوف طيرٍ خُضْر، لها قناديلُ مُعلَّقة بالعرش، تَسرَحُ من الجنة حيث شاءت، ثمّ تأوي إلما تلك القناديل، فاطلَع إليهم ربهم اطِّلاعَة فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أيَّ شيء نشتهي، ونحن نسرح من الجنّة حيث شئنا، ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلمّا رأوا أنهم لن يُترَكوا مِن أن يسألوا؟ قالوا يا ربّ نريد أن تَرُدَّ أرواحنا في أجسادنا حتى نُقتَل في سبيلك مرّة أخرى، فلمّا رأى أنْ ليس لهم حاجة تُرِكوا"(4).
وعن عبادةَ بن الصامت رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "للشهيد
(1) آل عمران: 169 - 171.
(2)
أي: يُجرح.
(3)
أخرجه البخاري: 2803، مسلم:1876.
(4)
أخرجه مسلم: 1887.
عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنّة، ويُجار من عذاب القبر، ويَأمن الفَزع الأكبر، ويُحلّى حِلية الإيمان، ويُزوّج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه" (1).
وعن رجلٍ من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم: "أنّ رجلاً قال: يا رسول الله ما بال المؤمنين يُفتَنون في قبورهم إلاّ الشهيد؟ قال: كفى ببارقة السيوف (2) على رأسه فتنة"(3).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما " أنّ النبيّ مرَّ بخِباء (4) أعرابي، وهو في أصحابه يريدون الغزو، فرفَع الأعرابي ناحيةً مِن الخِباء، فقال: من القوم؟ فقيل: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يُريدون الغزو، فقال: هل مِن عرَض الدنيا يصيبون؟ قيل له: نعم، يصيبون الغنائم، ثمّ تُقسَّم بين المسلمين.
فعمد إلى بَكْر (5) له فاعتقله (6)، وسار معهم فجعل يدنو ببَكْره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجَعل أصحابه يذودون بَكْره عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوا لي النجدي، فوالذي نفسي بيده؛ إنه لمن ملوك الجنّة.
(1) أخرجه الترمذي "صحيح سنن الترمذي"(1358) وصححه، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(2257)، وأحمد، وصححه شيخنا رحمه الله في "أحكام الجنائز"(ص 50).
(2)
أي: لمعانها، يقال: برَق بسيفه، وأبرَق: إذا لمع به. "النّهاية".
(3)
أخرجه النسائي وصححه شيخنا رحمه الله في "أحكام الجنائز"(ص 50).
(4)
الخِباء: بيتٌ صغيرٌ من صوفٍ أو شعَر. "لسان العرب".
(5)
البكر: الفتيّ من الإبل، بمنزلة الغلام مِن الناس. "النّهاية".
(6)
يُقال: اعتَقَل الشاة: هو أن يضَعَ رِجْلَها بين ساقه وفَخِذه، ثم يحلبَها. وانظر "النّهاية".
قال: فلقوا العدو، فاستشهد، فأُخبر بذلك النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأتاه فقعَد عند رأسه مستبشراً -أو قال: مسروراً- يضحك، ثمّ أعرض عنه. فقلنا: يا رسول الله! رأيناك مُستبشِراً تضحك، ثمّ أعرضْتَ عنه؟ فقال: أمّا ما رأيتم مِن استبشاري -أو قال من سروري-، فلِما رأيتُ مِن كرامة روحِهِ على الله عز وجل، وأمّا إعراضي عنه؛ فإنّ زوجته من الحور العين الآن عند رأسه" (1).
وعن مجاهد عن يزيد بن شجرة -وكان يزيد بن شجرة ممن يصدق قوله فعله-[قال:] خطبنا فقال: "يا أيها النّاس، اذكروا نعمة الله عليكم، ما أحسن نعمة الله عليكم، تُرى مِن بين أخضر وأحمر وأصفر، وفي الرحال (2) ما فيها. وكان يقول: إذا صفَّ النّاس للصلاة، وصفَّوا للقتال، فُتِحتْ أبوابُ السماء وأبوابُ الجنةِ، وغُلّقت أبواب النار، وزيِّن الحور العين واطّلعن، فإذا أقبل الرجل قلن: اللهم انصره، وإذا أدبر احتَجَبْنَ منه، وقُلن: اللهم اغفر له، فانهكوا وجوه القوم فدىً لكم أبي وأمي، ولا تخزوا الحور العين؛ فإن أول قطرة تنضح من دمِه؛ يُكفّر عنه كل شيء عَمِلَه، وتنزل إليه زوجتان من الحور العين، يمسحان التراب عن وجهه، ويقولان: قد أنى (3) لك، ويقول: قد أنى لكما، ثمّ يُكسى مائة حُلّةٍ، ليس من نسيج بني آدم، ولكن من نَبْتِ الجنةِ، لو وضعْنَ بين أصبعين لوسعن. وكان يقول: نبئتُ (4) أن السيوف مفاتيح الجنّة"(5).
(1) أخرجه البيهقي بإسنادٍ حسن، وحسنه شيخنا رحمه الله في "صحيح الترغيب والترهيب"(1382).
(2)
أي: الدور والمساكن والمنازل.
(3)
أي: قد آن.
(4)
قال شيخنا رحمه الله: كأنه يعني عن النّبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء مرفوعاً من طُرُق، أحدها صحيح
…
وقد خرّجتها في "الصحيحة"(2672).
(5)
أخرجه الطبراني وصححه شيخنا رحمه الله في "صحيح الترغيب والترهيب"(1377).