الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يزال طائفة من أمّتي ظاهرين حتى يأتيهم أمْرُ الله وهم ظاهرون" (1).
ثمّ ذكَر حديث حميد قال: سمعت معاويةً بن أبي سفيان رضي الله عنه يخطب قال: سمعتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن يُرد الله به خيراً يُفقّهه في الدين، وإنّما أنا قاسم ويُعطي الله، ولن يزال أمْرُ هذه الأُمّة مستقيماً؛ حتى تقوم الساعةُ أو حتى يأتيَ أمرُ الله"(2).
قلت: وذِكْر الإمام البخاري- رحمه الله هذا الحديث تحت الباب المذكور، يعني أنّ الذين وُفّقوا للتفقُّه في الدين، هم الطائفة المنصورة الظاهرة على الحقّ والله -تعالى- أعلم.
وقال عمر رضي الله عنه: "تفقّهوا قبل أن تُسوَّدوا"(3).
قال أبو عبد الله -يعني الإمام البخاري رحمه الله"
…
وبعد أن تُسوَّدوا، وقد تعلّم أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم في كِبَر سنّهم".
5 - تزكية النفوس والائتمار بما أمر الله -تعالى- والانتهاء عما نهى -سبحانه
-.
قال -تعالى-: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ} (4).
(1) أخرجه البخاري: 7311، ومسلم:1921.
(2)
أخرجه البخاري: 7312، ومسلم:1037.
(3)
رواه البخاري في "صحيحه" مُعلقاً مجزوماً به في كتاب العلم (باب الاغتباط في العلم والحكمة) ووصله أبو خثيمة في (العلم)(9) بسند صحيح وكذا ابن أبي شيبة، وانظر "مختصر صحيح البخاري".
(4)
آل عمران: 160.
وقال -سبحانه-: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقويٌّ عزيزٌ} (1).
وقال: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} (2).
وقال -تعالى-: {وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين} (3).
فمن هم المؤمنون المنصورون؟
فمِن شأن المؤمنين أن تخاف قلوبُهم وتفزع عند ذكر الله -تعالى- فيسارِعون بالطاعات وأداءِ الفرائض والسُّنن، واجتناب المحرّمات والنواهي، وإِذا تُليت عليهم آياته -سبحانه- زادتهم تصديقاً، فخضَعت قلو بهم وجوارحهم وألسنتهم لله، بل وأقبلوا على الله بيقين.
إنهم يتوكلون على ربِّهم -سبحانه- لا يرجون غيره، ولا يرغبون إلاّ إليه، وهم يوقنون أنّه لن يُخيِّبهم أو يردّهم.
إنهم يقيمون الصلاة بالمحافظة على مواقيتها وما فيها من الأركان والواجبات والسنن، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم
(1) الحج: 40.
(2)
محمد: 7.
(3)
الروم: 47.
(4)
الأنفال: 2 - 4.