الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"سمعْتُ كعبَ بن مالك رضي الله عنه حين تخلَّف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة؛ إلَاّ وَرّى بغيرها"(1).
الكَذِب والخداع في الحرب
عن جابر رضي الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الحربُ خُدْعة"(2).
جاء في "الفتح": "قال ابن العربي رحمه الله: "الخِداع في الحرب يقع بالتعريض وبالكمين ونحو ذلك، وفي الحديث الإشارة إلى استعمال الرأي في الحرب: بل الاحتياج إليه آكد مِن الشجاعة، ولهذا وقع الاقتصار على ما يشير إليه بهذا الحديث، وهو كقوله "الحجّ عرفة"(3).
قال ابن المنير: معنى الحرب خُدعة، أي: الحرب الجيدة لصاحبها الكاملة في مقصودها؛ إنما هي المخادعة لا المواجهة، وذلك لخَطَر المواجهة، وحصول الظَّفر مع المخادعة بغير خطَر".
وقال الإمام النووي رحمه الله (12/ 45): "واتفقَ العلماء على جواز خِداع الكُفّار في الحرب، وكيفما أمكَن الخداع؛ إلَاّ أن يكون فيه نقْضُ عهدٍ أو أمان؛ فلا يَحِلّ".
وعن أمّ كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أنها سَمِعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) أخرجه البخاري: 2947 واللفظ له، ومسلم:2769.
(2)
أخرجه البخاري: 3030، ومسلم 1739.
(3)
أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه والدارمي وغيرهم، وصحَّحه شيخنا رحمه الله في "الإرواء"(1064).
يقول: "ليس الكذّاب الذي يُصلح بين النّاس فيَنْمي (1) خيراً أو يقول خيراً"(2).
وفي رواية قال ابن شهاب: "ولم أسمع يُرخَّص في شيء مما يقول النّاس كَذِبٌ إلَاّ في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأتَه، وحديث المرأة زوجَها"(3).
قال الإمام البخاري رحمه الله: "باب الكذب في الحرب"(4) ثمّ ذكر تحته حديث قَتْل كعبِ بن الأشرف" (5).
وفي استئذان محمد بن مسْلَمة رضي الله عنه الكذِب للخدعة؛ إذ قال: "ائذن لي فلأقُل، قال: قل"(6).
وفي رواية: "فقال محمّد بن مسلمة رضي الله عنه لكعب بن الأشرف: إنّ هذا -يعني النبي صلى الله عليه وسلم- قد عنّانا (7) وسأَلنا الصدقة
…
فلم يزَلْ يكلّمه، حتى استمكَن منه فقتلَه" (8).
(1) ينمي -بفتح أوله وكَسْر الميم- أي: يُبلغ، تقول: نميت الحديث أنميه، إذا بلّغتَه على وجه الإصلاح وطلب الخير، فإذا بلّغتَه على وجه الإفساد والنميمة قلت: نمّيته -بالتشديد- كذا قال الجمهور، قاله الحافظ رحمه الله في "الفتح".
(2)
أخرجه البخاري: 2692، ومسلم:2605.
(3)
أخرجه مسلم: 2605.
(4)
انظر "صحيح البخاري"(كتاب الجهاد والسِّير)(158 - باب).
(5)
انظر إن -شئت- بر قم: 3031.
(6)
أخرجه البخاري: 3032، ومسلم: 1801 وهذا لفظه.
(7)
عنّانا: أي أتعَبنا.
(8)
أخرجه البخاري: 3031 وهذا لفظه، ومسلم:1801.