الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يعبدونه، وأفاء إليهم ما يستحقّونه، كما يُعاد على الرجل ما غُصِبَ مِن ميراثه؛ وإن لم يكن قَبَضَه قبل ذلك".
إنفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهله نفقةَ سَنتِهِم مِن الفيء، وجعْل الباقي في مَجْعَل مال الله
عن عمرو بن عَبَسَة رضي الله عنه قال: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعيرٍ مِن المغنم، فلمّا سلَّم أخَذ وبرة من جنب البعير، ثمّ قال: ولا يَحلّ لي من غنائمكم مثل هذا، إلَاّ الخُمُس والخُمُس مردودٌ فيكم"(1).
وعن عطاء في قوله- عز وجل: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى} (2).
قال: خُمُس الله وخُمُس رسولِه، واحد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحمل منه، ويعطي منه، ويضعه حيث شاء، ويصنع به ما شاء" (3).
وعن عمر رضي الله عنه قال: "إنّ الله قد خصَّ رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الفيء بشيء؛ لم يُعْطِه أحداً غيره ثمّ قرأ: {وما أفاء الله على رسوله منهم} إلى قوله {قَدِير} .
فكانت هذه خالصةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ووالله ما احتازها دونكم، ولا استأثَرَ
(1) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(2393) والبيهقي والحاكم وصححه شيخنا رحمه الله في "الإرواء"(1240). وتقدّم.
(2)
الأنفال: 41.
(3)
أخرجه النسائي "صحيح سنن النسائي"(3862) وقال شيخنا رحمه الله: صحيح الإسناد مُرسَل.
بها عليكم، قد أعطاكموها، وبثَّها فيكم، حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنفِق على أهله نفقةَ سَنتَهم مِن هذا المال، ثمّ يأخُذ ما بقي، فيجعله مَجْعَل مال الله، فَعمِل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك حياتَه" (1).
وعن عمر رضي الله عنه: "كانت أموال بني النّضير مما أفاءَ الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، مما لم يوجِف (2) المسلمون عليه بخيل ولا ركاب (2)، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، وكان يُنفِق على أهله نفقة سنته (3)، ثمّ يجعل ما بقي في السلاح والكُراع (4)؛ عُدّةً (5) في سبيل الله"(6).
*قال أبو عبيد رحمه الله في كتاب "الأموال"(ص 264): "وقد كان رأيُ عمرَ الأول؛ التفصيل على السوابق والغَنَاء عن الإسلام، وهذا هو المشهور مِن رأيه، وكان رأي أبي بكرٍ التسوية، ثمّ قد جاء عن عمرَ شيءٌ شبيهٌ بالرجوع إلى رأي أبي بكر".
(1) أخرجه البخاري: 3094، ومسلم:1757.
(2)
يوجف: الإيجاف: هو الإسراع في السير، [والركاب: الإبل]، أي: لم يعملوا فيه سعْياً؛ لا بالخيل ولا بالإبل. "شرح الكرماني"(12/ 167).
(3)
قال النّووي رحمه الله: "أي: يعزل لهم نفقَة سنة، ولكنه كان يُنفِقه قبل انقضاء السنة في وجوه الخير، فلا تَتِمّ عليه السنة، ولهذا تُوفِّي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونةٌ على شعير؛ استدانَه لأهله، ولم يشبع ثلاثة أيام تباعاً، وقد تظاهَرَت الأحاديث الصحيحة؛ بكثرة جوعه صلى الله عليه وسلم وجوع عياله".
(4)
أي: الخيل.
(5)
قال العيني في "عمدة القاري"(14/ 185): "قوله عُدّةً: وهي الاستعداد، وما أعدَدْته لحوادث الدهر مِن سلاحٍ ونحوه".
(6)
أخرجه البخاري: 2904، ومسلم:1757.