الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 - الإعداد المعنوي
(1)
وهو الاستبشار بالنصر والتمكين والغَلَبة والفوز والنّجاح، وهو كذلك شجاعة النفس في الإقدام على الأمور بثقة واطمئنان وتفاؤُل.
ويجب أن يكون هذا المعنى عند الإمام والقائد والعسكر والجُند والشعب وعامّه المجتمع.
وينبغي على الحاكم أن يُوظّف الأجهزة التي تخدم هذا الهدف النبيل؛ بأحسن الوسائل وأفضلها، ويكون هذا بالفأل الصالح وعدم الطِّيرَة.
وقال الإمام البخاري رحمه الله: في كتاب "الأدب المفرد"(باب التبرّك بالاسم الحسَن)(2)، ثمّ ذكَر حديثَ عبد اللهِ بن السائب رضي الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم عام الحديبية، حين ذكَر عثمانُ بنُ عفانَ أنّ سهيلاً قد أرسَلَه إليه قومه، فصالحوه، على أن يرجع عنهم هذا العام، ويخلوها لهم قابلَ ثلاثة، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم حين أتى. فقيل: أتى سُهيل، "سهَّلَ الله أمرَكم"(3).
وعن أنس رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى (4) ولا
(1) المعنوي: خلاف الماديّ، وهي كلمة محُدَثة، والمحدَث: هو الذي استعمله المحدَثون في العصر الحديث، وشاع في لغة الحياة العامّة، انظر "المعجم الوسيط".
(2)
انظر الكتاب المذكور (باب - 362).
(3)
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(رقم 703)، وابن حبان انظر "التعليقات الحِسان"(4852)، وأصل الحديث مُطوَّل في "صحيح البخاري"(2731، 2732).
(4)
العدوى: اسم مِن الإعداء، أعداه الدّاء بأن يُصيبه مِثلَ ما بصاحب الداء، بأن يكونَ =
طِيَرة (1) ويعجبني الفأل (2) الصالح: الكلمة الحسنة" (3).
وقد نهى الإسلام عن اليأس والقنوط، قال -تعالى-: {إنه لا ييأسُ من روحِ الله
= ببعيرٍ جَرُب مثلاً؛ فيتقي مخالطته بإبِلٍ أخرى؛ حذراً أن يتعدّى ما به من الجرَب إليها، ويظنّون أنّه بنفسه يتعدّى، فأبطَلَه الإسلام وأعلَمَهم النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن الله يُمرِض، ويُنزِل الداء، ولذا قال: فمَن أعدى الأوّل، أي مَن صار فيه الجرَب، أي لا عدوى بطبْعِه، ولكن بقضائه وإجراء العادة. "مجمع بحار الأنوار". وحديث "مَن أعدى الأوّل" أخرجه البخاري: 5771، ومسلم:2220.
(1)
الطِّيرَة -بكسر الطاء وفتح الياء، وقد تُسكَن-: "هي التشاؤم بالشيء، وهي مصدر تَطَيَّر، يُقال: تطيَّر طِيرَةً، وتَخَيَّر خِيَرةً، ولم يجيء مِن المصادر هكذا غيرهما.
وأصْلُه فيما يُقال أنّ أهل الجاهلية إذا خرجوا لحاجة أو سفر؛ فإنْ رَأَوا الطيور أخذَت ذاتَ اليمين؛ تيَمّنوا بها واستمرّوا ومضَوا، وإنْ أخذَت ذاتَ الشِّمال، رجَعوا عن سفرِهم وحاجتِهم وتشاءموا بها، فكانت تصدُّهم في كثيرٍ من الأوقات عن مصالحهم، فنفى الشرعُ ذلك وأبطلَه ونهى عنه". ملتقط من "النّهاية" و"شرح النّووي" (14/ 219).
(2)
قال الإمام النّووي رحمه الله في "شرحه"(14/ 219): -بحذف، في تفسير كلمة الفأل-:"وقد فسَّره النبيّ صلى الله عليه وسلم بالكلمة الصالحة والحسنة والطيّبة، قال العلماء: يكون الفأل فيما يَسُرُّ، وفيما يَسوء، والغالب في السرور، قال العلماء: وإنما أحبَّ الفأل؛ لأنّ الإنسان إذا أمّل فائدة الله -تعالى- وفضله عند سبب قويٍّ أو ضعيف؛ فهو على خيرٍ في الحال، وإنْ غلط في جهة الرجاء؛ فالرجاء له خير، وأما إذا قَطع رجاءه وأملَه من الله -تعالى- فإنّ ذلك شرٌّ له، والطِّيَرة فيها سوء الظنّ وتوقُّع البلاء، ومِن أمثال التفاؤل: أن يكون له مريض، فيتفاءل بما يسمعه، فيسمع مَن يقول: يا سالم، أو يكون طالب حاجة، فيسمع من يقول: يا واجد، فيقع في قلبه رجاء البرء، أو الوجدان والله أعلم".
(3)
أخرجه البخاري: 5756، ومسلم:2224.