الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسَعْديك، قال: ثمّ سار ساعة، ثمّ قال: يا معاذ بن جبل، قلت: لبيّك يا رسول الله وسعديك، ثمّ سار ساعة، ثمّ قال: يا معاذ بن جبل، قلت: لبيّك يا رسول الله وسعديك.
قال: هل تدري ما حقّ الله على عباده؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنّ حقَّ الله على عباده أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئاً.
قال: ثم سار ساعة، ثمّ قال: يا معاذ بن جبل، قلت: لبيّك يا رسول الله وسعديك، قال: فهل تدري ما حقّ العباد على الله إذا فعلوه؟، قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنّ حقّ العباد على الله أن لا يُعذّبهم" (1).
وقوله: {وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} أي: فمن خرَج عن طاعتي بعد ذلك، فقد فَسَقَ عن أمر ربّه، وكفى بذلك ذنباً عظيما. فالصحابة رضي الله عنهم، لمّا كانوا أقومَ النّاس بعد النبيّ صلى الله عليه وسلم بأوامر الله عز وجل، وأطوعَهم لله- كان نصرُهم بحسبهم، وأظهروا كلمةَ الله في المشارق والمغارب، وأيّدهم تأييداً عظيماً، وتحكّموا في سائر العباد والبلاد، ولما قَصَّر الناس بعدهم في بعض الأوامر، نقَص ظهورُهم بحسبهم".
ثم ذكَر الحافظ ابن كثير رحمه الله حديث الطائفة الظاهرة المنصورة بروايات متعددة، انتهى.
2 - اتباع منهج النبيّ صلى الله عليه وسلم
-
ومن أسباب النصر اتباع مَنهجِ النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال الله -تعالى-: {وَمَاَ آتاكم
(1) أخرجه البخاري: 5967، ومسلم:30.
الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} (1).
وفي الحديث: "نُصرت بالرعب مسيرةَ شهرٍ"(2).
وقال لنا شيخنا رحمه الله في بعض مجالسه- بعد أن ذكَر الحديث الشريفَ: "وإذا تمسَّكَت الأُمّة بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنّها تُنصَر مسيرةَ شهرٍ".
قال شيخنا رحمه الله في كتاب "منزلة السنّة في الإسلام وبيان أنّه لا يُستغنى عنها بالقرآن"(ص 6) -بحذف-: "تعلمون جميعاً أنّ الله تبارك وتعالى اصطفى محمّداً صلى الله عليه وسلم بنبوته، واختصّه برسالته، فأنزل عليه كتابه القرآن الكريم، وأمَرَه فيه -في جُملة ما أمرَه فيه- أن يُبيِّنَه للنّاس، فقال -تعالى-:{وَأَنزَلْنَاَ إِليكَ اَلذكرَ لِتُبَين للنَّاسِ مَا نُزِلَ} (3).
والذي أراه أن هذا البيان المذكور في هذه الآية الكريمة؛ يشتمل على نوعين من البيان:
الأول: بيان اللفظ ونَظْمه، وهو تبليغ القرآن وعدم كتمانه، وأداؤه إلى الأمّة، كما أنزَله الله تبارك وتعالى على قلبه صلى الله عليه وسلم، وهو المراد بقوله -تعالى-:{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} (4).
والآخر: بيان معنى اللفظ أو الجملة أو الآية الذي تحتاج الأمَّة إلى بيانه،
(1) الحشر: 7.
(2)
أخرجه البخاري: 335، ومسلم:521.
(3)
النحل: 44.
(4)
المائدة: 67.