الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: فأنا والله رأيت النساء يشْتَدِدْن (1)، قد بدت خلاخلُهن وأسْوُقُهنّ (2)، رافعاتٍ ثيابَهُنّ. فقال أصحاب عبد الله بن جبيرٍ: الغنيمةَ أيْ قومُ الغنيمةَ، ظهر أصحابُكم فما تنتظرون؟ فقال عبد الله بن جبيرٍ: أنسيتم (3) ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قالوا: والله لنأتينّ الناس فلنصيبنّ من الغنيمة، فلمّا أتَوْهم صُرِفت وُجُوههم، فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أُخْراهم.
فلم يبْقَ مع النبي صلى الله عليه وسلم غيرُ اثني عشر رجلاً، فأصابوا منّا سبعين وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه أصابَ مِن المشركين يوم بدر أربعين ومائةً، سبعين أسيراً وسبعين قتيلاً" (4).
مبادرة الإمام عند الفزع
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان بالمدينة فَزَع، فاستعار النبيُّ صلى الله عليه وسلم فرساً لأبي طلحة، فقال: ما رأينا مِن شيء وإنْ وجَدناه لبحراً (5) "(6).
(1) يشْتَدِدْن: أي على الكُفّار، يقال: شدَّ عليه في الحرب: أي: حَمَل عليه، ويقال: معناه: يَعْدُون، والاشتداد: العَدْوُ
…
"المصدر السابق".
(2)
جمع ساق.
(3)
انقسم الصحابة رضي الله عنهم قسمين: قسماً أخذ بالنَّص، وقسماً تأوّل؛ والمصيب هو المتمسك بالنَّص.
(4)
أخرجه البخاري: 3039.
(5)
لبحراً: أي واسعَ الجري، وسمّي البحر بحراً لسَعَته، وتبحّر في العلم: أي اتّسَع "النهاية".
(6)
أخرجه البخاري: 2968، 2627، ومسلم:2307.