الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرجل شحٌّ (1) هالع (2)، وجُبْنٌ خالع (3) " (4).
قال شيخ الإسلام رحمه الله في "المجموع"(28/ 26): "ومِن شرط الجندي أنْ يكون دَيِّناً شجاعاً. ثمّ قال: الناس على أربعة أقسام: أعلاهم الدَّيِّن الشجاع؛ ثمّ الدَّيِّن بلا شجاعة؛ ثمّ عكسه؛ ثمّ العري عنهما".
ما جاء في المبارزة
(5)
عَنْ عَليِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قالَ: "أنا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو (6) بَيْنَ يَدَيْ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ: وَفِيهِمْ أُنْزِلَتْ {هَذَانَ خَصْمَانِ اَخْتَصمُوا في رَبّهِم} (7) قَالَ: هُمْ الَّذِينَ تَبَارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ، حَمْزَةُ وَعَليٌّ وَعُبَيْدَةُ -أَوْ أَبو عُبَيْدَةَ بْنُ الحْارِثِ- وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ"(8).
(1) قال في "النّهاية": "الشُّحُّ: أشدّ البُخل، وهو أبلغ في المنع من البُخل، وقيل: هو البُخل مع الحِرص، وقيل: البُخل في أفراد الأمور وآحادها، والشُّحُّ عامٌّ: وقيل البخل بالمال، والشُّحُّ بالمال والمعروف".
(2)
الهَلَع: أشدّ الجزَع والضَّجَر.
(3)
أي: شديدٌ؛ كأنه يخلع فؤاده من شدّة خوفه
…
والمراد به: ما يَعْرِض من نوازع الأفكار، وضعف القلب عند الخوف. "النّهاية".
(4)
أخرجه أبو داود وغيره، وصحَّحه شيخنا رحمه الله في "الصحيحة"(560).
(5)
ملخص من كتاب "الإنجاد"(1/ 196) وأضفْتُ له أثرَ أنسِ بن مالك رضي الله عنه.
(6)
يجثو: أي يقعُد على رُكبتيه مخُاصِماً، والمراد بهذه الأوَّليَّة؛ تقييده بالمجاهدين مِن هذه الأمّة؛ لأنّ المبارزة المذكورة؛ أول مبارزةٍ وقَعَت في الإسلام، قاله الحافظ في "الفتح".
(7)
الحج: 19.
(8)
أخرجه البخاري: 3965.
وفي رواية: قال عَليٌّ رضي الله عنه: "تَقَدَّمَ -يَعْنِي عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ- وَتَبِعَهُ ابْنُهُ وَأَخُوهُ، فَنَادَى: مَنْ يُبَارِزُ؟ فَانْتَدَبَ لَهُ شَبَابٌ مِنْ الأنصَارِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَأَخْبَرُوه، ُ فَقَالَ: لَا حَاجَةَ لَنَا فِيكُمْ، إِنَّمَا أَرَدْنَا بَنِي عَمِّنَا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: قُمْ يَا حَمْزَةُ، قُمْ يَا عَلِيُّ، قُمْ يَا عُبَيْدَةَ بْنَ الحارِثِ، فَأَقْبَلَ حَمْزَةُ إِلَى عُتْبَةَ، وَأَقْبَلْتُ إِلَى شَيْبةَ، وَاخْتُلِفَ بَيْنَ عُبَيْدَةَ وَالْوَليدِ ضَرْبَتَانِ، فَأثخَنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، ثُمَّ مِلْنَا عَلَى الْوَلِيدِ فَقَتَلْنَاهُ، وَاحْتَمَلْنَا عُبَيْدَةَ"(1).
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه "أنَّهُ كَانَ يُقْسِمُ فيها قَسَماً إِنَّ هَذِهِ الآيةَ: {هَذَانَ خَصْمَانِ اختصموا في رَبّهِم} نَزَلَتْ فِي حَمْزةَ وَصَاحِبَيْهِ وَعُتْبةَ وَصَاحِبَيْهِ؛ يَوْمَ بَرَزُوا فِي يَوْمِ بَدْرٍ"(2).
وعن أبي إسحاق قال: "سأل رجلٌ البراء وأنا أسمع؛ قال: أَشَهِد عليٌّ بدراً؟ قال: بارَز وظاهر (3) "(4).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه "أنّ البراء بنَ مالك -أخا أنس بن مالك- بارَز مرزبان الزارة (5)، فطعَنه طعنةً فكسر القَرَبوس (6)، وخلَص إليه فقتَله
…
" (7).
(1) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(2321).
(2)
أخرجه البخاري: 4743 واللفظ له، ومسلم:3033.
(3)
ظاهَر: أي لَبِس دِرْعاً على دِرْع، "الفتح".
(4)
أخرجه البخاري: (3970).
(5)
بلدة كبيرة بالبحرين، وفُتحت الزارة في سنة (12) هـ، في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه وصالحوا. ذكَرَه شيخنا رحمه الله في التعليق، انظر "الإرواء"(5/ 57).
(6)
قال في القاموس المحيط: "القَرَبوس: حِنو السَّرج، وهما قَرَبوسان"، والحِنو: عود الرحل.
(7)
أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" وصححه شيخنا رحمه الله في "الإرواء"(1224).